اعتمدت الفنانة التشكيلية الأميركية لوري مايسون غودارد، في معرضها الخاطف، الذي أقيم بعنوان: «تجريد غنائي» في صالة مركز تسامي (مركز جدة للفنون البصرية) في الصيرفي ميغا مول، مساء الاثنين الماضيعلى تقنية بسيطة في تشكيل اللون المائي ومزجه بخلاصات مجهزة بطرق خاصة. هذه التقنية هي بكل تأكيد توليفتها وسرها الفني، الذي ابتكرته بعد سنوات طويلة من التجريب والاختبار والمراجعة، وهي بكل تأكيد تقنية ترتقي في بساطتها حتى تصل درجة الصعوبة البالغة. أعمالها اختصارات وتاملات فنية للحياة وللأوقات، التي قضتها بين إيطاليا واليابان وماساتشوستس الغربية، إذ تبرز فيها خلاصة حضارات تلك الشعوب وثقافاتهم وحراكات حياتهم اليومية، وفق منظور تشكيلي تعبيري تجريدي، إذ تعمد في اشتغالاتها على العديد من المواد كالفحم والألوان المائية والشمع والمعادن المذابة، والمتحولة إلى صيغ مادية تعطي ألواناً مبتكرة، تتخطى حدود وسائط الألوان المائية وتفرض تجانساً خاصاً مع هذه العناصر. يأتي التأثير الآسيوي في أعمالها من واقع دراستها للهندسة المعمارية اليابانية، وفن الخط الياباني أما التأثير الإيطالي فقد اشتغلت عليه منذ السنوات التي قضتها في ميلان وفي ماساتشوستس التي تعيش فيها حالياً. لهذا كله يتضح أن لوري جودارد متأثرة بالحركة العصرانية والتعبيرية التجريدية، إضافة إلى الموسيقى والشعر الحديث، التي تظهر تأثيراتهما في تناغم درجات الألون التي تستخدمها. لوري غودارد، كما يظهر من الصور المصاحبة، لم تجهد نفسها بوضع لوحاتها في إطارات وبراويز، إذ ثبتت لوحاتها الورقية على جدران الصالة مباشرة على ورق الكريش الأبيض، بينما ثبتت لوحتان - تتغنى ألوانهما باللون الأصفر - بعناية فائقة على رقعة حمراء كبيرة تتوسط واجهة الصالة، لتبدو كخشبة المسرح الرئيسية التي تنطلق منها الدراما اللونية، وضعتها من دون أية حوامل أو براويز، فما تريد الصول إليه - ربما - نزع القداسة عن اللوحة وتحريك المتلقي نحو تأملها مكنوناتها، والتركيز في عالمها أو ربما لكسر حاجز الإيهام والتمرد على التقليد المتوارث في عرض اللوحات.