تتوقع الأوساط السياسية العربية الإعلان الرسمي عن تشكيل حكومة لبنانية جديدة خلال الأيام المقبلة على خلفية التقارب السعودي - السوري الذي اتضح جلياً خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز دمشق حالياً، ما يؤكد عودة سورية الى دول المحور الثلاث في منطقة الشرق الأوسط. وبحسب سياسيين تحدثوا ل «الحياة»، فإن زيارة الملك عبدالله سورية ستكون ذات طابع ايجابي في حل القضايا الشائكة في المنطقة. وقال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور انور عشقي ل «الحياة»: «إن زيارة خادم الحرمين الشريفين ستكون مثمرة جداً، لا سيما انه تم التمهيد لهذه الزيارة منذ عامين تقريباً، ما جعلها ترسو على قواعد ثابتة وصحيحة». وأضاف: «ان هذا يؤكد عودة سورية لدول المحور الثلاث، مع شقيقتيها السعودية ومصر، اذ اتفقتا منذ حرب تحرير الكويت على لم الصف العربي وإزالة جميع الأزمات بين الأشقاء العرب». وتوقع عشقي أن يسفر اللقاء بين الملك عبدالله والرئيس الأسد عن الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية في القريب العاجل، كما توقع «ان يكون هناك حل للأزمة الفلسطينية، خصوصاً ان اجتماع دول المحور الثلاث سيسهم في الضغط على إسرائيل وأميركا للقبول بالحل السلمي». ولم يستبعد عشقي أن تسفر المحادثات السعودية - السورية عن تهدئة الأجواء داخل العراق واليمن، وقال: «من النتائج الايجابية المتوقعة للمحادثات تهدئة الأوضاع المتأزمة في اليمن بين حكومتها والمتمردين الحوثيين، إضافة إلى تهدئة الأوضاع في العراق». من جهته، أشار عميد كلية خدمة المجتمع في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور إبراهيم كتبي إلى أن اللقاءات العربية على مستوى القادة لها آثار ايجابية كبيرة في الوقت الراهن، خصوصاً ان زيارة الملك عبدالله سورية والمحادثات مع الرئيس الأسد ستسهم في توحيد الصف العربي وحل النزاعات الإقليمية. وقال ان «اي لقاء في الوقت الحالي بين قادة المنطقة العربية يجمع الملك عبدالله ورئيس دولة عربية قريبة، هو ايجابي بما يحمل في طياته من نقاط تقارب وتفاهم حول قضايانا المصيرية». وأضاف ان «هنالك متغيرات تحصل في كل العالم، ما يتطلب منا العودة الى طاولة الحوار بهدف التقارب والتفاهم بما يعود بالفائدة على منطقتنا». وعن زيارة الملك عبدالله الحالية سورية، توقع كتبي ان «يحمل اللقاء بين طياته العديد من نقاط التقارب والتفاهم بين الدولتين، وسيكون له أثر ايجابي في لم الشمل العربي، ووضع حلول جذرية فعالة خصوصاً في الملفين اللبناني والفلسطيني»، مؤكداً أن حكمة الملك عبدالله التي ظهرت جلية في مواقف متعددة سابقة أثبتت للعالم انه في المكان الصحيح لريادة وتوحيد الصف العربي وقيادة العالمين العربي والإسلامي. وقال: «إن الحل الأمثل لقضايا منطقة الشرق الأوسط المصيرية هو الحوار بين قادتها، واي تقدم في هذا الشأن سيكون له أثر ايجابي على المنطقة بطريقة مباشرة وغير مباشرة».