تواصلت الاشتباكات في منطقة «الهلال النفطي» على الجبهة الشرقية في ليبيا أمس، بين القوة الثالثة المكلّفة من المؤتمر الوطني المنتهية ولايته باسترداد الموانئ المصدِّرة للنفط وبين قوات حرس المنشآت النفطية التي يقودها إبراهيم الجضران. وقال مصدر مقرّب من الحرس ل «الحياة»، إن حوالى 25 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح جراء قصف «طيران رئاسة الأركان» (المناهضة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر) محيط ميناء «السدرة» الخاضع لسيطرة قوات الجضران. ونفى المصدر «وجود مفاوضات لوقف الاشتباكات في الهلال النفطي»، معرباً عن أمله في «حقن الدماء». في غضون ذلك، صرح أحمد هدية الناطق باسم درع الوسطى المشارك في الاشتباكات الدائرة في المنطقة الممتدة من مجمع «مليته» للنفط والغاز إلى معبر راس جدير الحدودي مع تونس، التي أُعلنت منطقة عسكرية إلى «الحياة»، بأن «الهدوء الحذر يسود المنطقة بعد استيلاء قوات فجر ليبيا على مدينة زلطن الواقعة على بُعد نحو 20 كيلومتراً شرق رأس جدير اثر انسحاب جيش القبائل والمتحالفين معه أول من أمس، تحت ضربات مسلحي فجر ليبيا (المناهضة لحفتر) وتعاون أهالي المدينة». إلى ذلك، أفاد الناطق باسم اللجنة الأمنية في منطقة زوارة حافظ معمر «الحياة»، بأن «معبر راس جدير الحدودي ما زال مقفلاً أمام حركة المسافرين من ليبيا وإليها، وذلك استجابة لقرار السلطات التونسية التي أعلنت غلق المعبر حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية على أن يُعاد فتحه في اليومين المقبلين بصورة عادية تحت حماية قوات فجر ليبيا التي تسيطر على المنطقة». على صعيد آخر، أفاد مراسل وكالة الأنباء الليبية الرسمية في مدينة غريان، بتعثر إجراءات تبادل الأسرى والمحتجزين بين مسلحي غريان والزنتان على رغم الجهود التي بذلها حكماء منطقة الجبل الغربي وأعيانها، الذين حددوا منطقة الأصابعة مكاناً لإتمام العملية التي لم تبصر النور. على صعيد آخر، دعت خمس دول من منطقة الساحل بعد اجتماعها في العاصمة الموريتانية نواكشوط، إلى «تدخل دولي للقضاء على المجموعات المسلحة في ليبيا، حيث تسمح الفوضى بوجود معاقل للإرهابيين الذين يقوضون جهود إحلال الاستقرار في المنطقة». ورحبت تشاد ومالي والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو، التي تشكل «مجموعة الخمس للساحل» بمحاولات الدول المجاورة لليبيا والأممالمتحدة من أجل «توفير شروط حوار بين الأطراف الليبية، باستثناء الجماعات الإرهابية». ووجّهت في البيان الختامي لقمتها «نداءً إلى مجلس الأمن لتشكيل قوة دولية بالاتفاق مع الاتحاد الأفريقي، للقضاء على الجماعات المسلحة والمساعدة في المصالحة الوطنية وإقامة مؤسسات ديموقراطية مستقرة» في ليبيا. وأعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز رئيس الدورة الحالية لمجموعة الخمس للساحل والاتحاد الأفريقي، أن دول الساحل طلبت ذلك «رسمياً» من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في وقت سابق، من دون أن يحدد شكل الطلب أو تاريخه. وأضاف أن «كل الاتصالات التي أجريناها مع المسؤولين الليبيين تؤيد هذا الرأي».