أقفلت القرية الفرنكوفونية بابها في الوسط التجاري لبيروت أمس، بعد 9 أيام من النشاطات الثقافية والفنية والسياحية والخدماتية والتقنية والعقارية. المفارقة أن المكان التي شيدت عليه القرية كان آنفاً خط تماس للحرب الأهلية اللبنانية... أما اليوم فتبدلت معالمه، وبات أكثر إشراقاً وحباً للحياة، وراح اللبنانيون يجتمعون فيه للحوار وممارسة ديموقراطيتهم، والتعبير عن آرائهم والمطالبة بالحرية والسيادة والاستقلال. أعطت القرية بنشاطاتها بعداً جديداً للوسط التجاري، بعدما اشتهرت هذه المنطقة بكثرة قاصديها من السياح متنقلين بين آثارها، مستمتعين بمأكولات شهية في مطاعمها. فهي استقطبت على مدى 9 أيام سياحاً أجانب وعرباً تعرفوا إلى ثقافة لبنان وميزاته، ومشاركين من 15 بلداً من بينها كندا وفرنسا وبلجيكا وبوركينا فاسو والغابون والسنغال ورومانيا وتونس والمغرب. تدخل القرية فتستقبلك وجوه سمراء ضاحكة، تدعوك الى جناحها للتعرف إلى منتوجاتها: منحوتات خشبية تحاكي افريقيا، واكسسوارات وزينة تضيف الى المرأة رونقاً. مكتبات فرنسية مكتظة بالزائرين الباحثين عن عناوين جديدة. طفلة شقراء تطلب من أمها بالفرنسية أن تشتري لها كتاباً فيه رسومات وألوان زاهية. جناح مغربي يعرفّك إلى المملكة. صور فوتوغرافية لخيالة ووجوه ضاحكة، مجموعة من اللقطات تأخذك في زيارة الى ربوع المغرب. رقصات شعبية يبثها تلفاز في جناح بوركينا فاسو، الشاب الذي يتولى تعريف الحضور إلى ثقافة بلده، يرقص ويتكلم. يدعوك الى زيارة بلده والتعرف إلى الطبيعة الخلابة وبساطة الناس هناك وحسن ضيافتهم. يشعر المرء لدى تجواله في القرية بأنها مكان حقيقي لتبادل الخبرات ومد جسور التعاون بين الوافدين الى الألعاب الفرنكوفونية من لاعبين وضيوف شرف وشركات متعددة النشاطات والجنسيات وبين الشركات والشخصيات اللبنانية المشاركة في هذه القرية. واستمتع الجمهور اللبناني بعدد كبير من الفاعليات التي تنوعت بين نشاطات ثقافية وفنية وترفيهية فضلاً عن فاعليات اقتصادية وتقنية عرضت خلالها أبرز المنتجات الرقمية من دول فرنكوفونية». وكان بين نجوم القرية المذيع الفرنسي جوليان لوبيرس مقدم البرنامج الشهير «champion sera Qui» الذي قدم حلقات مميزة بمشاركة الحاضرين في القرية، اضافة الى ان «النجم الكوميدي اللبناني الأصل ياس الذي عرض أيضاً فقرات معبرة من عمله الكوميدي الجديد. ومن المسرحيات التي عرضت، «جبران خليل جبران» ومسرحية أخرى للكاتب الجزائري عزيز هلال بعنوان «مكتوب سيرانو» عن تجربة العرب في بلاد الفرنكوفون. وأحيا المطرب اللبناني عاصي الحلاني حفلة غنائية قدّم فيها من جديده وقديمه. وتفاعل الجمهور معه بشكل لافت خصوصاً مع أغنياته الفولوكلورية التي ألهبت الحضور ودفعته الى تشكيل حلقات دبكة طويلة شارك فيها الأجانب المشاركون الذين أبدوا اعجابهم بهذه الرقصة التقليدية. وعاد ريع الحفلة التي نظمها أصدقاء لبنان في موناكو لصالح مشاريع بيئية . واضافة الى الحفلات الغنائية والموسيقية، كان هناك معارض لصور بيروت القديمة، وعُرضت لوحات فنانين من دول فرنكوفونية، ومعرض للكتب ونشاطات لطلاب المدارس. واختتمت دورة الألعاب الفرنكوفونية بحفلة فنية في مجمع «بيال» تضمنت مقطوعات من الموسيقى الكلاسيكية بقيادة المايسترو هاروت فزليان وأوبرا لموزارت أداها التينور ايليا فرنسيس، اضافة الى حفلة غنائية للفنان اللبناني راغب علامة.