أعلن رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة أمس، أن بلاده لن تسمح للمجموعات «الإرهابية» بالتمدد والانتشار فيها، فيما احتدمت المنافسة في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها الأحد المقبل، بين الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي ورئيس حزب «نداء تونس» الباجي قائد السبسي عشية بدء تصويت التونسيين في الخارج. وشدد جمعة أثناء افتتاحه المركز الأمني والقضائي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة مساء الثلاثاء، على أن «لا مكان للإرهابيين في تونس لا اليوم ولا غداً ولن يُسمح لهم بالتمدد»، معتبراً أن «إنشاء المركز سيسمح بصياغة تصور شامل لمكافحة الإرهاب». في سياق آخر، تواصلت الحملة الانتخابية للدورة الرئاسية الثانية التي تشهد تنافساً محموماً بين المرشحَين، إذ نشر المرزوقي ملفه الطبي على موقعه الرسمي، حيث أكد التقرير الذي أعده المستشفى العسكري التونسي أن الأخير يملك «كل المؤهلات البدنية والعقلية لممارسة نشاطاته في منصب رئاسة الجمهورية وانه لا توجد أي عوارض مرضية تمنعه من أداء واجبه». واعتبر مراقبون أن نشر المرزوقي (69 سنة) ملفه الطبي يشكّل رسالة إلى منافسه الباجي قائد السبسي البالغ من العمر 88 سنة، والذي واجه انتقادات شديدة بسبب تقدمه في السن، ما طرح تساؤلات حول قدرته على أداء مهام رئاسة الجمهورية طيلة السنوات الخمس المقبلة. يُذكر أن الأسبوع الأخير للحملة الانتخابية شهد نشاطاً كبيراً من جانب حملة المرزوقي، الذي كثف من جولاته الميدانية على المحافظات الداخلية وتمكن من حشد دعم عدد من الناشطين اليساريين البارزين في البلاد، مقلصاً الفارق بينه وبين منافسه في نوايا التصويت. من جهة أخرى، قال زعيم حركة «النهضة» الإسلامية راشد الغنوشي، في حوار تلفزيوني مساء أمس، إن «الباجي قايد السبسي والمنصف المرزوقي يصلحان لرئاسة تونس»، مؤكداً أنه لا خوف من العودة إلى نظام الاستبداد. واعتبر الغنوشي أن «نداء تونس» فشل في استقطاب أصوات جماهير «النهضة»، في حين «نجح المرزوقي في استمالتها من خلال خطابه»، مؤكداً التزام الحركة الحياد، وأن بإمكان المرشحَين مخاطبة أنصارهما ومحاولة إقناعهم بالتصويت لأحدهما.