سانت بول (مينيسوتا)، مقديشو - أ ب، أ ف ب - دان الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد عمليات التجنيد التي تستهدف شباناً من أصول صومالية في أوساط الجالية الكبيرة في مينيسوتا من أجل المشاركة في القتال ضد الحكومة الصومالية الانتقالية. وقال إنه يخطط من أجل العمل مع الحكومة الأميركية على إعادة الذين ما زالوا أحياء منهم إلى الولاياتالمتحدة.وتحدث شريف أحمد إلى وكالة أسوشيتد برس على هامش زيارته مينيسوتا حيث تقول السلطات إن ما يصل إلى 20 شاباً من أصول صومالية عادوا إلى الصومال خلال العامين الماضيين للمشاركة في ما يعتبرونه «جهاداً». وقُتل ثلاثة من هؤلاء بينهم واحد تعتبره السلطات أول أميركي ينفّذ عملية انتحارية. وأقر ثلاثة صوماليين آخرين بذنبهم أمام القضاء الأميركي بتهم مرتبطة بالإرهاب. وقال الرئيس الصومالي عبر مترجم: «نعتقد أن هذا تصرف خاطئ، فهؤلاء الشبان أخطأوا وحُرموا من حياتهم. كما أن ذويهم أخطأوا في حقهم». وتابع: «خُرقت قوانين الولاياتالمتحدة. خُرق أمن الصومال. لذلك فإننا ندين (ما قاموا به) بلا أي تحفظ». ويحاول شريف أحمد في زيارته لمنطقة مينيابوليس - حيث تقطن أكبر جالية صومالية أميركية - حشد التأييد لحكومته الضعيفة في جهودها لجلب السلام إلى البلاد. وانتخب أحمد رئيساً في كانون الثاني (يناير) الماضي، لكن سلطة حكومته محصورة ببعض أحياء العاصمة مقديشو. وتشن حركة «الشباب» التي تقول واشنطن إنها تقاتل بالنيابة عن تنظيم «القاعدة» في الصومال، حرباً لإطاحة حكمه، وهي تسيطر فعلياً على أرجاء واسعة من البلاد. ويعيش في منطقة مينيسوتا أكثر من 35 ألف شخص من أصول صومالية. وقال أحمد إن الذي جُنّدوا للقتال في الصومال «سُرقوا وأُخذوا من دون علم ذويهم أو الأئمة» المسلمين في أميركا. وتابع انه التقى أئمة في منطقة مينيسوتا و «اتفقنا على أنهم آسفون حقاً عما حصل، الأمر الذي شوّه صورتهم وصورة ديننا». وقال إن الحكومة الصومالية اتفقت على العمل مع الحكومة الأميركية على الصعيدي المحلي والوطني والأئمة وذوي الشبان على التصدي لعمليات التجنيد الجديدة. وقابل أحمد يوم الأحد أقارب أشخاص قُتلوا في الصومال وأخبرهم ماذا حل بأبنائهم. وقال عبدالرزاق بيهي أحد زعماء الجالية وعم أحد الذين قُتلوا: «لقد قدّم لنا بالغ تعازيه». وأضاف ان الرئيس الصومالي قال له إنه يفكّر كل يوم في ابن شقيقته - برهان حسن (18 عاماً) - ويتذكر مأساة الشبان الذين يخسرون أرواحهم نتيجة الإرهاب. وألقى أحمد خطاباً الأحد أيضاً أمام قرابة خمسة آلاف شخص في جامعة مينيسوتا في مينيابوليس. وفي مقديشو (أ ف ب)، أفاد شهود أن ما لا يقل عن ثمانية أشخاص قُتلوا و 14 أصيبوا بجروح الأحد خلال معارك جديدة في جنوب الصومال بين حركتين إسلاميتين كانتا حتى الفترة الأخيرة متحالفتين لمحاربة النظام الانتقالي القائم. وأضاف الشهود ان المعارك قد بدأت في أعقاب هجوم شنته حركة «الشباب» على قرية جانا عبدالله التي يسيطر عليها مقاتلو «حزب الإسلام»، على بعد 60 كلم غرب كيسمايو المرفأ الرئيس في جنوب الصومال حيث دارت معارك عنيفة بين هاتين القوتين الأسبوع الماضي. وتعتبر جانا عبدالله معقل زعيم الحرب حسن عبدالله الملقب ب «التركي». وقال مقاتل طالباً عدم كشف هويته إن «خمسة من الشباب وثلاثة من مقاتلي حزب الإسلام قتلوا في المعارك وفق ما نعرفه حتى الآن». وذكر أحد سكان قرية افمادو المجاورة ويدعى محمد عبدي أن «الشباب شنوا هجوماً قوياً جداً وجيّد التنظيم، وقد تم صدهم لكنهم لم يعودوا الى كيسمايو (التي كانوا يسيطرون عليها). وقد يستأنفون الهجوم في وقت مبكر من الصباح (أمس)». وأكد أيضاً حصيلة موقتة تفيد بسقوط ثمانية قتلى و18 جريحاً. وتعذر على الفور الحصول على تعليق من حركة «الشباب».