العربات الخشبية هي وسيلة النقل الوحيدة المتاحة اذا اردت التنقل وسط مدينة الكاظمية شمال بغداد حيث مرقد الإمام الكاظم، وإلا فالسير على الأقدام مئات الامتار في الذهاب والإياب، بعد اجتياز طوابير نقاط التفتيش الدقيق التي يصل عددها الى اربع نقاط في كل طريق من الطرق المؤدية الى المرقد. وعلى رغم انزعاج الزوار العراقيين والأجانب من كثرة نقاط التفتيش ومنع وصول السيارات الى مركز المدينة، الا بعد الحصول على اذن امني، ادى الى انتعاش عمل اصحاب «العربات الخشبية « لاسيما في مواسم الزيارات . ويقول فارس (18 سنة)، وهو يجهد في دفع عربته التي يقل بها امرأة من البحرين، ل»الحياة» انه يساعد كبار السن والنساء الذين لا يستطيعون السير لمسافة طويلة ولا يطلب منهم مبلغاً معيناً بل يتقاضى ما يدفع له الآن اجرة العربة ويراوح بين الف الى ثلاثة آلاف دينار عراقي (نحو دولارين) وقد يكون اكثر من ذلك المبلغ عندما يكون الزائر من احدى دول الخليج التي تدفع اكثر من غيرها. ويضيف انه يعمل في هذه المهنة منذ طفولته ويركز على انها مهنة «لها اصولها» ويجب ان يكون دافع العربة قاصداً للاجر اولاً ولا يجوز له ان يطلب الأموال من الناس اضافة الى ذلك يجب ان تكون عربته قوية قادرة على حمل اكثر من شخص ونظيفة خصوصاً انها تعمل وسط مراقد ومساجد. ويكمل «بعد الطوق الامني، الذي اقيم حول الكاظمية اثر التفجيرات الارهابية الكثيرة التي ضربتها، ازداد عدد العربات بشكل كبير وصارت رؤيتها في كل مكان امراً مالوفاً بعد منع دخول السيارات». وإلى جانب «عربة فارس»، الذي يعمل اكثر من 12 ساعة يومياً، توجد هناك عشرات العربات الاخرى بعضها قرب نقاط تفتيش الرجال وأخرى للنساء، بانتظار خروج الزوار من غرف التفتيش في طوابير طويلة ومن ثم ايصالهم الى المرقد المقدس ومركز المنطقة. ويلعب اصحاب العربات، اضافة الى خدمة نقل الزائرين، دور «الدليل» ويرشدون السياح الى الاماكن المهمة والتاريخية في الكاظمية كالمقابر والمكتبات والجوامع الشهيرة لذا يطلب منهم احيانًا مرافقة الزوار الأجانب اثناء فترة تواجدهم في المنطقة. وسبب رواج عمل العربات وكثرتها الإجراءت الأمنية المشددة والمبالغ فيها احيانًا الا ان تلك الإجراءات لم تحل دون حصول عدد من الخروقات الأمنية التي كان آخرها الأسبوع الماضي بعد ادخال كتاب مفخخ الى المرقد وقد حفرت اوراقه على شكل كوة تضم نحو نصف كلغ من المتفجرات وكرات حديدية صغيرة الحجم، بالاضافة الى صمام الأمان وجهاز موبايل يستعمل للتفجيرعن بعد. وتقع الكاظمية شمال العاصمة بغداد وعلى الضفة الغربية لنهر دجلة الى جانب الكرخ، ومن الشمال أراضي التاجي ، ومن الجنوب أراضي العكيدات، وترتبط مع الأعظمية بجسر حديث يُعرف باسم جسر الائمة، وترتبط من جهة الجنوب في منطقة الشالجية بجسر الصرافية (المعروف بالجسر الحديدي) بجانب الرصافة.