كركوك (العراق) أ ف ب - قالت مصادر امنية وطبية عراقية ان قوات الشرطة عثرت امس على جثة مواطن مسيحي خطفه مسلحون السبت الماضي في مدينة كركوك المتعددة القوميات. وأوضحت المصادر ان «الشرطة عثرت على جثة عماد ايليا عبد الكريم (53 سنة) وعليها آثار طلقات نارية في ساقه وطعنات بالسكين في قدمه اليسرى التي تمزقت اصابعها». وتجمع عشرات من المسيحيين امام منزله للمشاركة في تشييعه. وعبد الكريم موظف في قسم الحسابات في دائرة الصحة في كركوك وله ابن وابنة يدرسان الهندسة في سورية. وتصاعدت في الآونة الأخيرة العمليات التي استهدفت المسيحيين في كركوك خصوصاً النخب من رجال ونساء وأطباء ما دفع بمعظم هؤلاء الى المغادرة. وقال رئيس اساقفة المدينة للكلدان لويس ساكا لوكالة «فرانس برس» ان «عشر عائلات، اي حوالى ستين شخصاً، غادرت المدينة الأسبوع الماضي فقط نظراً للخوف السائد في اوساطهم واستمرار استهدافهم لدوافع سياسية او بسبب الجهل الديني». ويُقدر عدد المسيحيين في كركوك بنحو عشرة آلاف، قتل منهم حتى الآن اكثر من خمسين بينما وصل عدد القتلى المسيحيين في العراق الى اكثر من 850 شخصاً، وفق احصاءات امنية وكنسية. وكان مسلحون افرجوا عن طبيب الأطفال المسيحي سمير كوركيس الذي تعرض للخطف في آب (اغسطس) الماضي في وسط كركوك بعد دفع فدية مالية. وقتل الخاطفون صديقاً مسيحياً للطبيب حاول نجدته اثناء عملية الخطف. كما خطف مسلحون مدرساً مسيحياً جنوب كركوك وأطلقوا سراحه مقابل فدية بينما اغتيل المدير العام للرقابة المالية عزيز رزقو. وتتعرض كنائس المسيحيين باستمرار لاعتداءات ما ارغم عشرات الآلاف منهم على الفرار الى الخارج او اللجوء الى سهل نينوى وإقليم كردستان العراق. ويشكل الكلدان غالبية المسيحيين العراقيين يليهم السريان والأشوريون. وكان عدد المسيحيين في العراق قبل الاجتياح الأميركي في آذار (مارس) 2003 يقدر بأكثر من 800 الف شخص. ومنذ ذلك الحين غادر اكثر من 250 الفاً منهم البلاد هرباً من اعمال العنف.