أحدثت وفاة رئيس قسم الحضارة والتاريخ في جامعة أم القرى الدكتور ناصر بن علي الحارثي حالاً من الحزن بين أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وطلابها، وأجمعوا في حديثهم إلى «الحياة» أن رحيل الأكاديمي يعتبر خسارة ليس على الجانب العلمي فقط، بل على الجانب الإنساني أيضاً لما عرف عنه «من خلق رفيع وحب للبذل والعطاء». وأعرب الدكتور سعد محمد القرني عن حزنه الشديد لرحيل الفقيد، مشيراً إلى أنه عاش حالاً من الذهول فور تلقيه نبأ الوفاة عبر رسالة جوال من أحد الزملاء. وقال: «دخلت بعدها في نوبة بكاء شديدة، نظراً لمحبتي لهذا الرجل ومحبته لي ولكل الزملاء، وقد كان ذا أخلاق حميدة، وتعامل حسن يأسر بهما الناس». ووصف الدكتور طالب عايد رحيل الدكتور الحارثي ب «الخسارة الكبيرة»، ليس على الجامعة فقط، بل على كثير من زملائه الذين يسعدون بلقائه، مشيراً إلى أن الفقيد كان دائم الابتسام محباً للخير ويقف مع رفاقه في السراء والضراء. واتفق معه الدكتور محمد بن مريسي الحارثي قائلاً: «الدكتور الحارثي ذو أخلاق عالية وتواضع جم ولا يحمل أي حقد أو ضغينة لأحد وله إنجازات كبيرة في مجال تخصصه سواء في إصدار الكتب القيمة أو البحوث العلمية التي أثرى بها المكتبة العربية»، معتبراً بوفاته فقدت جامعة أم القرى أكاديمياً مخلصاً ماهراً في مجال عمله وتخصصه. وقال الدكتور فواز بن علي الدهاس من الصعب تعويض الدكتور الحارثي في الجامعة، لاسيما وأنه متميز في مجاله، فضلاً عن تعامله الرائع مع الجميع. وأجمع عدد من الطلاب الذين تخرجوا في قسم التاريخ والحضارة الإسلامية على رقي الدكتور الحارثي في التعامل مع الجميع، مؤكدين أنهم تعلموا منه الأدب والأخلاق قبل العلم. واتفق الطلاب علي الحربي وحامد الجهني وسامي الهذلي وبسام القرشي وسعود الحبابي وسلمان السلمي على أن الفقيد كان من خيرة أعضاء هيئة التدريس في جامعة أم القرى. ولم يكن يتوانى في تزويدهم بالمعلومات في تخصصهم، وكان يمتلك أسلوباً شيقاً في تقديم مادته، بعيداً من الممل، وبطرق غير تقليدية داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته.