كابول، لندن - ا ف ب، يو بي اي - تكبدت القوات الاميركية و «الاطلسية» اكبر خسارة عسكرية منذ اكثر من سنة في افغانستان، وذلك بمقتل ثمانية جنود اميركيين في معارك وقعت شرق البلد عند حدود المناطق القبلية حيث يختبئ عناصر من «القاعدة» و «طالبان». وبعيد اعلان مقتل ثمانية جنود من القوة الدولية للمساعدة في احلال الأمن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي السبت، قال ناطق باسم «ايساف» امس: «بوسعنا التأكيد انهم جميعاً اميركيون». وينتمي الجنود الاميركيون المنتشرون في ولاية نورستان المحاذية للحدود مع باكستان، الى قوة «تاسك فورس ماونتن واريور» (قوة مهمة محاربي الجبل)، وهي فوج لسلاح المشاة الخفيف. وافادت «ايساف» بأن عناصر مسلحة قبلية شنت هجمات صباح السبت على القوات الدولية من مسجد وقرية في ولاية نورستان. واكد نائب قائد الشرطة في الولاية محمد فاروق «ان المعارك متواصلة وان تعزيزات ارسلت الى المكان». واضاف ان مقاتلي «طالبان» الذين يقدر عددهم بحوالى 700، جاؤوا من سوات ودير في باكستان. واشار فاروق الى ان 13 شرطياً اعتبروا في عداد المفقودين في منطقة كامدش القريبة جداً من الحدود. واعلنت «ايساف» مقتل جنديين افغانيين. واكد الجيش الاميركي ان «المرحلة الفعلية» من العملية انتهت، وان الاميركيين يقومون بدوريات في البلدة. وقال ناطق عسكري اميركي: «لا استطيع القول كم كان عدد الطالبان، كان عددهم كبيراً». واضاف: «كانت معارك عنيفة جداً. ودفعت ايساف والقوات الافغانية ثمناً غالياً اثناء هذه العملية التي استمرت قسماً كبيراً من النهار». في المقابل، اكدت «طالبان» في بيان مقتل 30 جندياً من القوات الدولية والافغانية. وبدا بذلك ان التمرد الذي تكثف لفترة طويلة في جنوبافغانستان، امتد الى كامل البلاد خصوصاً في الشرق الحدودي المحاذي ل «المناطق القبلية» الباكستانية. وهذه اكبر خسارة تتكبدها «ايساف» منذ مقتل عشرة جنود فرنسيين في آب (اغسطس) 2008 في منطقة سروبي القريبة من كابول. وكان ذلك الهجوم الاكثر دموية بالنسبة الى «ايساف» منذ بدء التدخل في افغانستان اواخر 2001. والجمعة الماضي، قتل خمسة جنود اميركيين في جنوب وشرق البلد. وهذا العام، قتل 394 جندياً اجنبياً بينهم 236 اميركياً في افغانستان، استناداً الى الموقع المستقل على الانترنت «أي كاجوالتيز». ويعتبر عام 2009 الاكثر دموية بالنسبة الى القوات الدولية منذ وصولها الى افغانستان حيث يموت جنديان من الحلف الاطلسي يومياً. ولم تكف حركة التمرد عن التوسع والتكثف منذ نحو سنتين اذ بلغت اعمال العنف والخسائر في صفوف المدنيين وكذلك في صفوف القوات الدولية والافغانية في الاشهر الاخيرة مستويات قياسية منذ طرد «طالبان» من الحكم في 2001. وادراكاً منه لخطر التورط في افغانستان، طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما من جنرالاته وضع استراتيجية جديدة. وفي ايلول (سبتمبر) الماضي، رفع الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الاميركية والاجنبية في افغانستان توصياته الى قياداته. وطالب خصوصاً بتعزيزات تصل الى 40 الف جندي لينتشروا في المناطق الشمالية والغربية المهملة حتى الآن والتي امتدت اليها نشاطات المتشددين. على صعيد آخر، كشف تقرير رسمي في لندن أن وزارة الدفاع البريطانية ألغت عقوداً لشراء مروحيات ومقاتلات ودبابات وعربات مصفحة جديدة في العام الماضي في اطار خطة تهدف إلى توفير أموال. واوردت صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد « امس، أن الوزارة وعلى رغم الامتعاض الشعبي المتزايد من نقص المعدات العسكرية لدى القوات البريطانية في افغانستان، أوقفت شراء 107 مروحيات و 26 دبابة و 269 عربة مصفحة و 87 مقاتلة منذ عام 2008. واضافت أن التقرير الذي اعدته وزارة الدفاع وستصدره هذا الأسبوع، سيزيد من حجم الضغوط التي يواجهها رئيس الحكومة غوردون براون، والذي اتهمته احزاب المعارضة ب «تجريد القوات البريطانية حتى العظم في وقت تخوض فيه قتالاً شرساً في افغانستان». وافادت الصحيفة، بأن تقريراً للوزارة لعام 2009، اظهر أن عدد مروحيات الجيش البريطاني انخفضت من 690 عام 2008 إلى 583 خلال العام الحالي، فيما انخفض عدد دباباته من 354 إلى 328، وعدد عرباته المدرعة من 1728 إلى 1459، وعدد مقاتلاته من 452 إلى 434 خلال الفترة نفسها. وبيّن التقرير أيضاً أن انفاق بريطانيا على الدفاع بلغ 38.6 بليون جنيه استرليني في العام الماضي، أي ما يعادل عشر ما انفقته الولاياتالمتحدة على الدفاع عام 2008، من بينها 1.4 بليون جنيه استرليني انفقتها في العراق و 2.6 بليون جنيه استرليني انفقتها في افغانستانز يذكر أن حوالى 9000 جندي بريطاني ينتشرون في افغانستان حالياً معظمهم في ولاية هلمند، قُتل منهم 219 جندياً منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001.