اعتقلت الشرطة التركية الأحد عدداً من انصار الداعية فتح الله غولن الخصم الرئيس لرجب طيب اردوغان، في سلسلة عمليات استهدفت أيضاً مكاتب صحيفة "زمان" القريبة من رجل الدين المقيم في الولاياتالمتحدة، واعتقال رئيس تحريرها. واعتقلت الشرطة التركية الاحد رئيس تحرير صحيفة "زمان" اكرم دومنلي، بعد أن داهمت مقار الصحيفة مرة ثانية بعد ظهر الأحد، آثناء تجمع حاشد امام الصحيفة للإحتجاج على حملات الإعتقال. وحال الحشد دون توقيف اي من العاملين في الصحيفة خلال المداهمة الأولى في الصباح. ودومنلي من بين 25 شخصاً اعتقلوا الأحد خلال عمليات مداهمة في 13 مدينة في مختلف انحاء تركيا، وفق وكالة أنباء الأناضول. وتأتي العملية بعد يومين على إعلان اردوغان تنفيذ عملية جديدة في أوساط أنصار غولن، الذي يتهمه الرئيس التركي بالوقوف وراء تحقيق حول الفساد طال مقربين منه قبل عام. وقالت وكالة أنباء "الأناضول" إن شرطة مكافحة الإرهاب شنت صباحاً عمليات في 13 مدينة في تركيا بما فيها اسطنبول وأوقفت 14 شخصاً على الأقل بينهم مسؤولون في شبكة تلفزيونية قريبة من صحيفة "زمان". وأصدرت مذكرات توقيف بحق 32 شخصاً بمن فيهم أكرم دومانلي، رئيس تحرير "زمان". وتجمعت حشود أمام مقر الصحيفة في ضواحي اسطنبول وفق ما ذكر مراسل وكالة "فرانس برس" وأرغموا الشرطة على مغادرة المبنى دون اعتقال أي من الموظفين. ورددت الجماهير "لا يمكن إسكات الإعلام الحر"، في حين تحدى دومانلي قوات الشرطة باعتقاله. ويتهم اردوغان، غولن بتأسيس "هيكل مواز" داخل الدولة من خلال أنصاره في سلك القضاء والشرطة وغيرها من مؤسسات الدولة بالإضافة إلى ممارسة النفوذ من خلال الإعلام. وينفي غولن الاتهام بالسعي للإطاحة بحكومة اردوغان. وأدت تحقيقات الفساد التي تكشفت بعد مداهمات نفذتها الشرطة في 17 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي إلى استقالة ثلاثة وزراء، ودفعت اردوغان إلى القيام بما وصف بأنها حملة تطهير في أجهزة الدولة، إذ نقل الآلاف من أفراد الشرطة ومئات القضاة وممثلي الادعاء من وظائفهم. وأشعلت هذه المداهمات انتقادات من قبل المعارضة التركية وردود من الحكومة.