انتخب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا رجب طيب اردوغان بالتزكية زعيماً للحزب لأربع سنوات جديدة خلال مؤتمره العام الثالث الذي عقده في أنقرة، في اشارة الى تماسك الحزب وتضامنه مع قيادته وخلو صفوفه من المعارضين. وجرى ايضاً انتخاب لجنة مركزية جديدة بالتزكية اختار اعضاؤها اردوغان نفسه، وبينهم بمفاجأة كبيرة وزير الخارجية احمد داود اوغلو الذي كان بقي خارج الساحة السياسية عبر رفضه الانضمام الى الحزب، على رغم عمله مستشاراً للخارجية منذ العام 2002. وعلى رغم المركزية الشديدة في اختيار القيادات السياسية، لكن اعضاء كثيرين في الحزب رأوا ان الخيارات تؤكد ثقتهم بزعيمهم وتكافئ ما قدمه الى الحزب الذي يحكم تركيا منذ سبع سنوات. وخلال المؤتمر، تحدث اردوغان عن منجزاته خلال السنوات الأربع الماضية، مركزاً على ما أسماه القفزات التي حققتها تركيا في مجال السياسة الخارجية، وعرّج على ملف القضية الكردية مجدداً عزمه على المضي قدماً لإيجاد حل للقضية بأي ثمن. وأكد بدء تعافي الاقتصاد التركي من الأزمة المالية العالمية، مشيراً الى أنه يجب ألا تحجب الازمة نجاحات الحزب الاقتصادية التي جعلت تركيا سادس اقوى اقتصاد في اوروبا. وعلى رغم إحكام اردوغان قبضته على الحزب بعد هذه الانتخابات، إلا أن الحديث عن احتمال انسحابه من عالم السياسة، كما وعد سابقاً، شغل العديد من الاوساط. وكان اردوغان كرر في اكثر من تصريح أن الانتخابات البرلمانية المقبلة المفترض تنظيمها في نيسان (ابريل) 2011 ستكون آخر انتخابات يخوضها بصفته زعيماً للحزب، ما يعني عملياً أنه سيخرج من الحياة السياسية عام 2015، حين يتوقع كثيرون أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية والذي يتطلب انفصال المرشحين عن احزابهم السياسية. في المقابل، رجحت اوساط داخل حزب «العدالة والتنمية» استعداد اردوغان من خلال تشكيلة القيادة الجديدة لانتخابات مبكرة خريف العام المقبل، في حال نجح في تحقيق تقدم مهم على صعيد حل القضية الكردية من أجل الإفادة من ذلك النجاح في الانتخابات، وتعويض الاصوات التي خسرها في الانتخابات البلدية في آذار (مارس) الماضي. واستناداً الى ذلك، ستكون الانتخابات البرلمانية المقبلة بمثابة التحدي الاهم وربما الاخير لأردوغان في الساحة السياسية التركية، ما يحتم سعيه الى تشكيل فريقه الخاص الذي يثق به بالكامل. على صعيد آخر، أفادت وكالة انباء الاناضول بالقبض على 17 شخصاً يُشتبه بأنهم اعضاء في منظمة «القيادة الثورية» اليسارية المتطرفة والتي كانت تخطط لتنفيذ اغتيالات واعتداءات لإرغام الحكومة على التخلي عن مشاريع الإصلاحات الرامية الى تحسين وضع الاقلية الكردية. ونقلت الوكالة عن بيان للشرطة ان المشتبه بهم اعتُقلوا في خمسة اقاليم وخصوصاً في اسطنبولوأنقرة، مشيرة الى ان وثائق مصادرة كشفت انهم كانوا يعدون لتنفيذ «اعتداءات كبيرة» مثل خطف طائرات او اغتيال شخصيات سياسية.