واجه منظمو معرض «سيتي سكيب 2009» الذي ينطلق غداً في دبي صعوبة بالغة في استقطاب شركات التطوير العقاري الإقليمية والعالمية جراء الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى تأجيل مشاريع وإلغاء أخرى، في المنطقة وحول العالم، بسبب نقص التمويل وانخفاض ثقة المستثمرين. ويُقدر حجم المشاريع العقارية التي ألغيت في منطقة الخليج وحدها منذ انتقال الأزمة المالية العالمية إليها في الخريف الماضي بنحو 300 بليون دولار. وتختلف دورة هذه السنة عن الدورات السابقة، فبعدما كانت شركات التطوير العقاري تتسابق على حجز أجنحتها في معرض «سيتي سكيب» السنوي، تراجعت مساحات المعرض، الذي يستمر أربعة أيام، بنحو 30 في المئة، وفقاً لمعلومات «سيتي سكيب»، وتراجع عدد المشاركين 20 في المئة. وعلى رغم انخفاض عدد المشاركين، يعتبر المنظمون هذا العدد «جيداً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع»، ويراهنون على انه «بات يُعتبر مؤشراً لتوجه القطاع خلال الأشهر المقبلة، وقد يرسم ملامح مرحلة جديدة في المنطقة». ورأى المستثمر كريستوفر ديفدسون ان «الوقت حان الآن للتركيز على دراسة الواقع الحقيقي للسوق العقارية وتقويمه، ومعرفة مكامن الفرص الاستثمارية التي ما زالت متوافرة في الخليج». ويرى خبراء ان حزم الحفز الاقتصادي الحكومي، من شأنها دعم القطاع في المنطقة. وعلى رغم النظرة التفاؤلية هذه، لا يتوقع الخبراء الإعلان عن مشاريع جديدة من الشركات كعادتها كل سنة، وإنما ستكتفي بتسويق ما لديها من مشاريع. ويُقام معرض «سيتي سكيب دبي 2009» في نسخته الثامنة غداً في مركز دبي التجاري العالمي، ويضم نشاطات وعدداً من المؤتمرات والندوات التي تغطي مختلف المواضيع ذات العلاقة بالقطاع العقاري في دبي والمنطقة. ومن المتحدثين خلال المؤتمر رئيس «منظمة ترامب» دونالد ترامب جينيور، المقرر ان يقدم عرضاً توضيحياً حول فرص الاستثمار في دبي. ويضم «سيتي سكيب دبي 2009»، نشاطاً باسم «اليوم الأخضر»، ويشمل نشاطات ذات علاقة بالمجمعات والمباني الخضراء والطرق المتبعة في تشييد المباني الصديقة للبيئة وتمويلها، والقضايا المتعلقة بالتوفير في الطاقة. وأشار العضو المنتدب لمعرض «سيتي سكيب» روهان مرواها إلى ان «الشركات المشاركة في «سيتي سكيب دبي 2009» ستركز على استعادة ثقة المستثمرين الحاليين والمتوقعين، من خلال اتباع منهج الشفافية، في ما يتعلق بالمعلومات الخاصة بمشاريعهم الحالية ومواعيد إكمالها وتسليمها بواقعية تامة». ويُعقد بالتزامن مع المعرض «مؤتمر الإعمار العالمي» بمشاركة مستثمرين من المنطقة والعالم، وخبراء ومهندسين معماريين وتنفيذيين معنيين بالمشاريع العقارية الخاصة والعامة ومسؤولين حكوميين، يناقشون الأوضاع والتحديات الحالية للأسواق العقارية، إضافة إلى مكامن الفرص، ورسم خطط خاصة بالقطاع.