كتابان يعيدان الكاتبة السورية غادة السمان الى قرائها، الأول عنها وعنوانه «حدّثتني البومة، قالت...» وهو مقاربة جمالية نصية لكتاب غادة السمّان «الرقص مع البوم»، من تأليف الناقد السوري ابراهيم محمود (دار الطليعة)، والثاني لها وهو «ستأتي الصبيّة لتعاتبك - بدايات زمن التمرّد» (منشورات غادة السمان). يسأل محمود في مستهل كتابه: «ما الذي دفع بغادة السمان الى الرقص مع البوم والبوم مفارق سواه في وحدته الكاثرة؟ هل سعت الى استعارة عيني البومة لتؤكد صحة ما قيل في عيني المرأة، حيث كل منهما تصيب في العمق؟ أم استعارت البومة كلياً وهي في مقرّها الليلي، لتمارس سرداً مركباً، كيف ان الليل مسجّل باسمها أكثر؟ أم لتحيل البومة الى قضية كتابية وهي حاملها الجمالي والاعتباري وفي مغامرة كتابة مأهولة بالعواصف؟». ويرى أن غادة تبحث عن «مرآة سحرية» تعكس صورتها الحقيقية: صورتها وهي بومة. انها تنبذ ذاتها الفعلية وتنشد ذاتها الأخرى: الذات الحُلم... انها تبحث عن «صورة بومة» وتهرب من أبجديتها التي تشركها بالأخرى... ترفض الأبجدية وهي مُلزمة بها لأنها نهارية بدورها. حتى المرآة التي ترى جسدها فيها نهارية. والمرآة السحرية هي عين بومية، ليلية تجد نفسها فيها بقوة نفسية، لا مادية. فهي تنتمي هنا الى المفارق لما هو أرضي... فمن يريد رؤية داخله يُطفئ الضوء تماماً». أما كتاب «ستأتي الصبية لتعاتبك» فهو الجزء السابع عشر من سلسلة «الأعمال غير الكاملة» التي تضم كتابات لغادة السمّان لم يسبق أن نُشرت في كُتُبها، وهو كذلك الجزء الخامس من الأحاديث الصحافية بينها وبين رفاق القلم، وسبق أن صدرت لها منها أجزاء سابقة مثل: «القبيلة تستجوب القتيلة»، «البحر يُحاكم سمكة»، «تسكع داخل جرح»، و«محاكمة حب». والكتاب هذا يضم الحوارات التي دارت معها في بداياتها المبكرة في الستينات والسبعينات وحتى قبل اصدارها كتابها الأول «عيناك قدري». ومن الذين حاوروها: غسان كنفاني، مطاع صفدي، عبدالله الشيتي، ابراهيم الحلو، ناديا شعبان، رياض شرارة، محمد بديع سربيه، روبير غانم، ياسين رفاعية، مفيد فوزي، مريم شقير أبو جودة، غالي شكري، جورج الراسي وسواهم. وحمل غلاف الكتاب شهادة من الكاتب المغربي محمد شكري: «لا شأن لي بأسرار المرأة العربية وقداستها، لكني لا أستغرب جرأة غادة السمان. كانت دائماً الأديبة الشجاعة الاولى في العالم العربي في هذا القرن... إن غادة السمان هي رائدة الجريئات في حواراتها وإبداعاتها، صامدة ضد كل المغريات والباقي أتمنى أن يقوله غيري من المعجبين بها».