اعتبرت شبكة «سي بي اس» التلفزيونية الأميركية أن المحاولة الفاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الشهر الماضي في قصره في جدة (غرب السعودية) توفر دليلاً على ما ظل خبراء مكافحة الإرهاب يتهمون به التنظيمات الإرهابية، ولا سيما «القاعدة»، بالتنسيق مع تجار المخدرات لتنفيذ عملياتهم الإرهابية. وقالت الشبكة إن الانتحاري الذي حاول اغتيال الأمير محمد بن نايف أخفى المتفجرات التي استخدمها في مكان حساس في مؤخرته، مستلهماً الأساليب التي يلجأ إليها مهربو المخدرات لتفادي أجهزة الكشف عن وجودها في الموانئ والمطارات ونقاط العبور الحدودية. وأشارت «سي بي اس» إلى أن الانتحاري عبدالله عسيري قضى نحو 30 ساعة مع رجال أمن سعوديين في سياق الاستعداد لمقابلة الأمير محمد بن نايف، مدعياً أنه يريد «التوبة» من «القاعدة» والعودة إلى وطنه، بل زعم أن رفاقاً له في اليمن يتمنون العودة أيضاً. وقالت إن الانتحاري عسيري الذي لقي مصرعه بمفرده في المحاولة الفاشلة استخدم الحيلة التي يلجأ إليها عادة تجار المخدرات بإخفاء «بضاعتهم» في الأماكن المجوفة في أجسادهم. واعتبرت «سي بي اس» أن «القاعدة» ابتكرت من خلال هذه العملية فكرة «الانتحاري الطروادي»، نسبة إلى حصان طروادة. وأوضحت أن المشاهد التي تم بثها للمحاولة الفاشلة تظهر انطلاق صوت إلكتروني أشبه بالنغمة التي يطلقها الهاتف النقال عند تلقي رسالة نصية. ولاحظت أن تلك الإشارة انطلقت بين عبارتين كررهما الانتحاري عسيري أثناء حديثه مع الأمير محمد بن نايف. ونسبت إلى خبراء متفجرات قولهم إنهم يرجحون أن تلك الإشارة الصوتية كانت رسالة نصية الهدف منها تفعيل القنبلة التي أخفاها الانتحاري عسيري في فتحة الشرج، إذ إنها انفجرت في غضون 14 ثانية من انطلاق تلك النغمة القصيرة. ونقلت عن مستشار النقل الجوي كريس ياتس قوله إن محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف «تعد أسوأ كابوس للسيناريو الذي يمكن أن تدلف إليه القاعدة»، إذ إن تفجير قنبلة بهذه الوسيلة على متن طائرة تحلق على ارتفاع شاهق سيكون «مدمراً ومأسوياً». وقال: «ليس هناك أي نظام أمني يمكن أن يحول دون تفجير قنبلة مخفية بتلك الطريقة». وأضاف: «ليس هناك أي حل على الإطلاق سوى إرغام المسافرين على نزع ملابسهم في المطارات ليتسنى الكشف عليهم»! وأضاف أن «القاعدة» توعدت بعرض ذلك «التكنيك» الدموي لتقاسمه مع الآخرين من خلال شبكة «الإنترنت». وقال ياتس: «مرة أخرى ليس هناك أي شيء يستطيع أن يمنع التنظيم من قيام بذلك».