لم تكد البحرين تغفو مساء أول من أمس، على تفجير إرهابي، حتى باغتها آخر صباح أمس، نتج منهما وفاتان وإصابة واحدة بجروح وصفت ب «البليغة». وانطلقت في السابعة من مساء أول من أمس، الصافرة لإثارة الرعب ومحاولة زعزعة الأمن، وذلك من طريق رمي قاذف محلي الصنع في قرية دمستان (المحافظة الشمالية)، أودى بحياة رجل أمن. فيما انتقل الاستهداف الإرهابي إلى قرية كرزكان (المحافظة نفسها)، وذلك بانفجار أسفر عن مقتل موطن، وإصابة وافد آسيوي. بينما وجّه وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة، أصابع الاتهام إلى حزب الله اللبناني، بالوقوف خلف الانفجار الأول، وذلك في تغريدة له عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». فيما أعلن الأمن البحريني لاحقاً عن إلقاء القبض على متورطين في تفجير دمستان، وملاحقة متورطين آخرين. وأوقعت الحادثة الأولى رجل أمن أردني الجنسية، يعمل ضمن الفريق التدريبي المنبثق عن الاتفاق الأردني المُوقّع بين الجانبين البحرينيوالأردني. فيما نتج من الواقعة الثانية وفاة عبدالكريم البصري (72 عاماً)، وذلك بالقرب من مسجد زين العابدين، وإصابة آسيوي، لم يتم التحقق من المعلومات حوله. فيما نشرت وسائل إعلام أردنية، أن أحد قوات أفراد الدرك الأردني قتل في المنامة إثر وجوده في منطقة دمستان. وذكرت أن المقتول الأردني كان من ضمن البعثات الأمنية الموفدة للبحرين. وهو من سكان مدينة الزرقاء، وتم إرسال جثمانه الى ذويه في الأردن أمس. واعتبرت وزارة الداخلية التفجيرين اللذين وقعا في وقتين متفاوتين على قربهما، من بعض «عملاً إرهابياً آثماً». وأشارت إلى أنها تسعى لتتبع الجناة من خلال أخذ الأدلة والبراهين من خلال الأجهزة الأمنية المعنية. ولفتت إلى أنه جاري تحديد هويّة المنفذين، للقبض عليهم وإجراء المتبع حيالهم، لافتة إلى أنه نتج من ذلك وفاة رجل أمن، ومواطن ومقيم آسيوي. وذكرت الوزارة في بيان صحافي (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أنه «وقع مساء أمس (يوم الإثنين) في قرية دمستان تفجير عن بعد لقاذف محلي الصنع، أسفر عن استشهاد العريف علي محمد علي، أثناء قيامه بأداء الواجب»، منوهة إلى أن «شهيد الواجب أردني الجنسية، وكان يعمل ضمن الفريق التدريبي المنبثق عن الاتفاق الأمني الموقع بين الجانبين البحرينيوالأردني في مجال تبادل الخبرات». وقال رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن: «إنه فور تلقي غرفة العمليات الرئيسة بلاغاً بالواقعة، انتقلت فرق مسرح الجريمة والأدلة الجنائية و الفرق الأمنية المعنية كافة إلى موقع الحدث، وبدأت بتحديد مسرح الجريمة ومعاينته ورفع الأدلة ومباشرة أعمال البحث والتحري لتحديد هوية مرتكبي هذا العمل الإرهابي والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة»، منوهاً إلى أنه تم «إخطار النيابة العامة بالواقعة». وأعلن الحسن، في وقت لاحق عن توقيف عدد من المشتبه بهم، والتعرف على آخرين وملاحقتهم، وذلك إثر التفجير الإرهابي الذي وقع في قرية دمستان. وذكر أن «الإرهابيين قاموا باستدراج أفراد الحراسة، ومن بينهم المقتول علي محمد زريقات، وقاموا بتفجير قاذف من خلال استخدام هاتف نقال عن بعد».