التقى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنوبتركيا عدداً من قادة الفصائل المسلحة المعارضة لطرح اقتراحه ل «تجميد» القتال في حلب شمال سورية، بعد لقائه قيادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في إسطنبول، في وقت شدد معارضون على ضرورة أن يكون التحرك الدولي والروسي على أساس بيان جنيف ووجود آلية لرقابة تجميد القتال. وكان رئيس «الائتلاف» هادي البحرة التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في إسطنبول، حيث أكد البحرة «ضرورة الإسراع بإيجاد الطرق للدفع نحو عملية سياسية تفاوضية تؤدي إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري، واتفق الطرفان على أن يشكل بيان جنيف الإطار التفاوضي المقبول والذي تبنى عليه أي عملية تفاوضية مستقبلية»، وفق بيان «الائتلاف». وأعرب بوغدانوف عن تشجيعه حواراً سورياً- سورياً بين أطراف القوى السياسية «على أن يكون حواراً مفتوحاً وغير رسمي وغير مشروط، كمرحلة أولى قبل البحث في أي عملية تفاوضية مع النظام» السوري، وفق «الائتلاف» الذي أفاد بأن «هذا ما نسعى إليه في جهودنا الحالية دون الحاجة لأي ضغوط من أي طرف دولي لأن السوريين جميعاً لا يختلفون حول المبادئ والأهداف الأساسية للثورة». وفيما وصل السفير رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي إلى بيروت تمهيداً لانتقاله إلى دمشق للقاء مسؤولين في الخارجية السورية لطرح إطار خطة تجميد القتال في حلب، عقد دي ميستورا لقاءات مع فصائل مسلحة تقاتل في حلب. وكتب المعارض وائل ميرزا أمس، أنه التقى و24 معارضاً آخرين بالسفير رمزي، الذي أبلغهم بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) دفع كل الأطراف لإعادة النظر في موقفها، وأن وضع سورية مختلف عن أفغانستان والعراق، حيث إنه لا يمكن «احتواء العنف» داخل سورية، مع تأكيده على وحدة سورية. وتابع أن «المبادرة التي نطرحها هي التجميد، بمعنى وقف العنف على المدى القصير، بما في ذلك القتال والتزويد بالسلاح، وذلك لخلق أجواء تساعد على دخول المساعدات وبداية حركة اقتصادية خفيفة وإصلاحات في البنية التحتية تسمح بحد أدنى من الحياة الطبيعية، بما يخلق ظروف إطلاق مفاوضات سياسية»، موضحاً أن «التجميد ليس مرادفاً للهدن والمصالحات المحلية، ولا علاقة له بها، وأن التجميد ليس وقف إطلاق نار». ونقل موقع «زمان الوصل» عن ميرزا قوله إن السفير رمزي أبلغهم أن «جهود دي ميستورا وهذه المبادرة تندرج في إطار اتفاق جنيف1 وتلتزم بمحدداته»، وأنه «على رغم أن الدولة السورية هي أمر واقع يجب التعامل معه الآن، لكن من صُلب التحرك بشكل مُعلن وأوصلناه للجميع، أنه لا تمكن العودة إلى الوراء أبداً، فالوضع في سورية تغيرَ بشكل نهائي». وعندما سئل السفير رمزي عن وجود ضمانات إقليمية أو دولية لنجاح «التجميد» والالتزام به من النظام، أشار إلى إمكان «وجود قبعات زرق (مراقبين) في مرحلة متقدمة قليلاً للمراقبة إذا بدأت ملامح نجاح أولي من خلال السوريين، وإذا رغب السوريون في وجودهم»، وأنه «ذكر أن هذا سيشجع أيضاً على توفير الضمانات المطلوبة من القوى الإقليمية والدولية».