دعت وزيرة خارجية "الإتحاد الأوروبي" فيدريكا موغيريني اليوم الإثنين تركيا الى زيادة تقاسم المعلومات مع الأوروبيين لوقف توجه المقاتلين الأجانب الى سورية والعراق للقتال الى جانب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقالت موغيريني في مؤتمر صحافي إثر مباحثات مع المسؤولين الأتراك في أنقرة "ناقشنا موضوع المقاتلين الأجانب. ووجود تنسيق جيد وإستراتيجية جيدة لوقف تدفق (هؤلاء المقاتلين) أمر يخدم مصالحنا المشتركة". وأضافت "اتخذت خطوت جيدة في الأسابيع الأخيرة مع تقدم إيجابي على صعيد تقاسم المعلومات الإستخباراتية والتنسيق المشترك. وأمل أن يعطي ذلك نتائج إيجابية في الأيام والأسابيع المقبلة". وتشعر العواصم الأوروبية بالقلق من خطر إمتداد النزاع السوري واحتمال تعرضها لهجمات إرهابية من قبل العدد المتزايد من الأوروبيين العائدين الى بلادهم بعد مشاركتهم في القتال إلى جانب الجماعات المتطرفة في سورية والعراق. والتقت موغيريني، التي يرافقها مفوض شؤون توسيع الإتحاد الأوروبي يوهانز هان ومفوض المساعدات الإنسانية كريستوس ستيليانيدس، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو ووزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو في أنقرة. وتتعرض تركيا الى ضغوط لدفعها الى وقف تدفق المقاتلين الراغبين في القتال الى جانب التنظيم المتطرف عبر حدودها التي أصبحت بوابة رئيسية بين أوروبا والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية". ودعت موغيريني، وزيرة الخارجية الإيطالية السابقة التي تولت منصبها في الإتحاد الأوروبي في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، الى معالجة الأزمة السورية من "جذورها"، معربةً عن دعمها لمهمة مبعوث الأممالمتحدة الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا الذي سيلتقي قريباً في تركيا زعماء المعارضة السورية. ومن المقرر أن تزور موغيريني أيضاً مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود الجنوبية التركية غداً الثلثاء. وأوضح الإتحاد الأوروبي من جانبه في بيان أن "هذه الزيارة المبكرة التي تأتي في إطار مهام المفوضية الأوروبية الجديدة تظهر أهمية تركيا... كدولة مرشحة إلى الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي، وكشريك رئيس نظراً لموقعها الإستراتيجي وإقتصادها الديناميكي". ولم تحرز تركيا، القوة الإقليمية التي يدين غالبية سكانها بالإسلام السني، أي تقدم في مفاوضات الإنضمام الى الإتحاد الأوروبي منذ بدئها في 2005. وتعترض هذه المحادثات العديد من العوائق من بينها النزاع مع جمهورية قبرص، الدولة العضو في الإتحاد الأوروبي، ومعارضة فرنسا وألمانيا لإنضمام تركيا الى الإتحاد. وتأتي هذه الزيارة بعد أسبوع من زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى تركيا وإعلانه إلغاء مشروع خط "ساوث ستريم" البالغة كلفته بلايين الدولارات، وتأكيده أن روسيا ستعمل بدلاً من ذلك مع أنقرة على إنشاء مركز جديد للغاز. وتواجه تركيا ضغوطاً كذلك من بروكسل للمشاركة في العقوبات المفروضة على روسيا بسبب دورها في الأزمة في أوكرانيا.