كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن الإدارة الأميركية السابقة سلمت الإدارة الجديدة مع تسلمها مهماتها في كانون الثاني (يناير) الماضي، وثيقة تضمنت شروط التسوية الدائمة في الشرق الأوسط، وفي مقدمها اعتماد حدود العام 1967 أساساً للتسوية وحل كل قضايا الصراع، خصوصاً قضيتا القدس واللاجئين، إضافة إلى قضيتي المياه والحدود. وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس أكيداً أن الوثيقة تضمنت «رسالة الضمانات» الأميركية لإسرائيل التي سلمها الرئيس السابق جورج بوش في العام 2004 لرئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أريئل شارون، وقضت، بحسب إسرائيل، بأن تدعم الولاياتالمتحدة المطلب الإسرائيلي القائل انه في إطار أي تسوية دائمة يجب الأخذ في الاعتبار «التغييرات الديموغرافية» التي حصلت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أي الكتل الاستيطانية الكبرى في محيط القدس وغرب الضفة الغربية التي تطالب إسرائيل بضمها إليها في إطار أي اتفاق دائم. واعتبر المراسل السياسي للصحيفة بن كسبيت «الوثيقة» تأكيداً على «استمرارية الحكم» في واشنطن. ونقل عن مسؤول أميركي كبير قوله ان الرئيس باراك أوباما يتبنى عملياً مضمون الوثيقة التي سلمتها وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس لخليفتها هيلاري كلينتون، مع تسلم الأخيرة مهماتها. وتابع أن هذه الوثيقة تتضمن عملياً تلخيصات الإدارة السابقة لما تم إنجازه في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والولاياتالمتحدة خلال السنوات الثماني لإدارة بوش. وزاد، نقلاً عن المسؤول الأميركي، أن الوثيقة كانت وراء دعوة الرئيس اوباما في خطابه الأسبوع الماضي أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، إسرائيل إلى إنهاء الاحتلال الذي بدأ العام 1967. من جهة أخرى، غادر مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية اسحاق مولخو ومستشار وزير الدفاع مايك هرتسوغ إسرائيل متوجهين إلى واشنطن لإجراء محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل وطاقم معاونيه ومع طاقم المفاوضات الفلسطيني برئاسة الدكتور صائب عريقات الموجود حالياً في العاصمة الأميركية، وذلك قبل وصول ميتشل إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل. وقالت الصحيفة إن واشنطن ستمارس خلال الأسبوعين المقبلين ضغوطاً كبيرة على إسرائيل والسلطة الفلسطينية لتسريع استئناف المفاوضات بينهما. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع ان الرئيس الأميركي مصر على «عدم تفويت الفرصة» لاستئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بلا شروط مسبقة.