أبدى وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل اليوم السبت، ثقته في قدرة القوات الأفغانية الدفاع عن كابول في أعقاب زيادة في وتيرة الهجمات على العاصمة الأفغانية. وتأتي زيارة هاغل التي لم يعلن عنها مسبقاً، قرب نهاية العام الأكثر دموية في أفغانستان منذ بداية الحرب على حركة "طالبان" في عام 2001، لاسيما في أعقاب سلسلة من الهجمات العنيفة في العاصمة. كما تأتي قبل أسابيع فقط من النهاية الرسمية للمهمة القتالية للقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي وخفض حاد للقوات الغربية في أفغانستان. وقال هاغل للصحافيين قبل هبوط طائرته في كابول "قطعت شوطاً كبيراً" في العقد الماضي مشيراً إلى أن الحكومة الأفغانية المنتخبة أخيراً وجيشها "قادران على تحمل المسؤولية بعد انسحاب القوات الدولية" في نهاية الشهر الجاري. وقال هاغل السبت إنه متفائل بمستقبل أفغانستان التي يزورها في نهاية وجود عسكرية أميركي ودولي استمر 13 عاماً وكان أطول نزاع في تاريخ الولاياتالمتحدة. ويلتقي هيغل خلال زيارته المفاجئة التي لم يكشف عنها مسبقاً لأسباب أمنية، الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله وكذلك نظيره الأفغاني والجنرال جون كامبل قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. وهذه آخر زيارة يقوم بها هاغل لكابول بصفته وزيراً للدفاع عقب تقديم استقالته من منصبه في 24 تشرين الثاني (نوفمبر). وهوّن مسؤول في وزارة الدفاع يرافق هاغل من شأن الهجمات التي دفعت مدير شرطة العاصمة إلى الإستقالة في مطلع الأسبوع الماضي. وقال المسؤول "زادت وتيرة الهجمات. يبدو أن "طالبان" تنسق الجهود لشن هجمات كبيرة لإعطاء انطباع بعدم الإستقرار". وحتى مطلع تشرين الثاني (نوفمبر)، بلغ عدد الضحايا من قوات الأمن الأفغانية نحو 4600 قتيل بزيادة ستة في المئة عن عام 2013. ووجهت إنتقادات لاستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما الرامية لخفض القوات الأميركية بما في ذلك من الجمهوريين في الكونغرس الذين يقولون إن المكاسب التي تحقّقت بشق الأنفس ضد "طالبان" قد تهدر على غرار ما يشهده العراق من عنف طائفي بعد إنسحاب القوات الأميركية. وحذّر هاغل من المقارنة بين العراقوأفغانستان قائلاً إن الأفغان لا يريدون أن ترحل القوات الأميركية. ومضى قائلاً "هل توجد ثغرات (أمنية)؟ هل التحديات مستمرة؟ والتهديدات؟ بكل تأكيد" مشيراً إلى أن أفغانستان ستظل تقاتل "جيوباً" من "طالبان". لكن نحو 12 ألفاً و500 جندي بينهم 9800 أميركي سيبقون على الأراضي الأفغانية بهدف مساعدة الجيش الأفغاني وتأهيله في إطار مهمة يطلق عليها إسم "الدعم الحازم". وكان عدد جنود الحلف الأطلسي يبلغ 130 ألفاً في 2010 في أوج تدخل التحالف الدولي. وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني عبر الخميس عن أمله في ألا تعود بلاده أبداً بعد اليوم بحاجة إلى تدخل قوات قتالية أجنبية لضمان أمنها واستقرارها. وقال غني في ختام مؤتمر للمانحين في لندن إن "الأفغان وخلال تاريخهم الطويل، لم يحتاجوا لدعم مسلح إلا خلال السنوات الثلاثين الماضية. نأمل أن لا نعود أبداً بعد اليوم بحاجة الى دعم مسلح مباشر". وأكدت 59 دولة الخميس في ختام هذا الإجتماع، دعمها للإصلاحات التي أعلن الرئيس الأفغاني عزمه على إجرائها كما جدّدت الإلتزامات المالية التي كانت قطعتها في 2012 إزاء كابول. وبعد أن وجهت تحية إلى "أول انتقال ديموقراطي للسلطة" في تاريخ البلاد عبر انتخابات أيلول (سبتمبر)، أكّدت هذه الدول المانحة أن مجمل الإصلاحات التي يعتزم غني إجراءها لتحقيق الإستقرار الأمني والسياسي والإقتصادي وتعزيز حقوق الإنسان هي إصلاحات "جديرة بالثقة". وسعت الإدارة الأفغانية الجديدة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الغرب من خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن الخميس، كما تحاول منذ فترة إحلال السلام في الداخل مع دنو موعد رحيل قوات الحلف الأطلسي من أفغانستان.