كشفت وزارة الصحة عن تسجيل 26 إصابة فقط بمرض أنفلونزا الخنازير (AH1N1) خلال شهر رمضان في المشاعر المقدسة. وشددت في الوقت ذاته على أن اللقاح المضاد للفايروس آمن وليس له مضاعفات خطرةوذكرت في بيان أمس أن الفرق الصحية سجلت 9 إصابات بمرض «أنفلونزا الخنازير» في مكةالمكرمة و15 في المدينةالمنورة وحالتين في منطقتي عسير والحدود الشمالية مرتبطة بالعمرة خلال شهر رمضان، معتبرة أن هذا العدد يعتبر ضئيلاً جداً مقارنة بملايين المعتمرين والزوار الذين أدوا مناسك العمرة والزيارة. وأضافت أنها لم تسجل أي وفاة بالمرض مع انتهاء فترة حضانة الأنفلونزا خلال شهر رمضان، مؤكدة أن ذلك يعد «نجاحاً كبيراً في مجال التصدي للفيروس خلال موسم العمرة، إذ استمرت جهود الوزارة في المتابعة الدقيقة للمرض بين المعتمرين والزوار من جميع مناطق المملكة وذلك من خلال الترصد الوبائي للحالات المشتبهة والتشخيص المخبري والاستقصاء الدقيق للحالات». ولفتت إلى أنها تابعت حال المعتمرين مع الجهات الصحية في الدول العربية والإسلامية وتأكدت من عدم تسجيل وفيات، مؤكدة أن عدد الإصابات بالمرض قليلة ومحدودة بين رعايا تلك الدول، وهو ما يعطي مؤشراً على نجاح الاجراءات الوقائية والاحترازية التي طبقت للتصدي لهذا المرض في السعودية». في المقابل، شددت وزارة الصحة ممثلة في اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية والهيئة العامة للغذاء والدواء على اللقاح المضاد لفايروس «انفلونزا الخنازير» آمن ولا توجد له مضاعفات خطيرة، وسيتوفر في السعودية على شكل حقن عضلية. وذكرتا في بيان مشترك أمس رداً على تناقلته بعض المنتديات الالكترونية وبعض رسائل الهاتف النقال من معلومات عن وجود أعراض جانبية ومضاعفات خطيرة للقاح، أن هذه المعلومات لا تستند إلى أدلة وبراهين علمية يعتد بها، مشيرة إلى أن الجهات الرقابية العالمية التي صرحت بتسويق لقاح انفلونزا الخنازير اتبعت الإجراءات ذاتها في التصريح لبقية اللقاحات المستخدمة في برامج التطعيم العام والأنفلونزا الموسمية التي تشمل التأكد من فعالية وسلامة اللقاح. وأكدت أن السعودية تتبع المتطلبات ذاتها قبل السماح بتداول هذه اللقاحات، لافتة إلى أنه يوجد نظام عالمي لمتابعة ورصد ما يستجد من أعراض جانبية ناتجة من استمرار أي لقاح بعد تسويقه، وتراقب الهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية الأعراض الجانبية للأدوية واللقاحات من خلال المركز الوطني للتيقظ والسلامة الدوائية والتنسيق مع المراكز العالمية بهذا الخصوص. وأوضح البيان أن اللقاح يعمل على تحفيز المناعة لدى جسم الانسان وانتاج الأجسام المضادة لفيروس «أنفلونزا الخنازير» لمنع العدوى أو التخفيف من أعراضها، مشيرة إلى أن التجربة الناجحة لإنتاج لقاح فيروس الانفلونزا الموسمية ساعدت في توفير سجل ناجح من السلامة والفاعلية لهذه اللقاحات، وهو ما أسهم في زيادة فرص تسجيل وترخيص لقاح انفلونزا الخنازير وإنتاجه بخطوات إنتاج لقاحات الانفلونزا الموسمية نفسها. وتطرق إلى أن الدراسات السريرية حول سلامة وفعالية لقاح انفلونزا الخنازير اتش 1 إن 1 التي أجريت في عدد من البلدان أثبتت سلامة وفعالية هذا اللقاح وجرعة واحدة من اللقاح كافية للفئات العمرية من 10 سنوات فأكثر لرفع مستوى الأجسام المضادة في الجسم إلى مستوى يسمح بالوقاية من المرض. وأشار إلى أن اللقاح يحتوي على مواد حافظة وهو الأمر ذاته المطبق على لقاحات فيروس الانفلونزا الموسمية، مضيفاً أنه سيتم إنتاج نوعين من اللقاحات أحدهما متعدد الجرعات يحتوي على مواد حافظة وآخر أحادي الجرعة لا يحتوي على مواد حافظة. وفي ما يتعلق بمدى مأمونية مادة Thimerosal عند استخدامها مادة حافظة للقاح أوضح البيان أن عدداً من الدراسات أثبتت عدم وجود علاقة بين مادة Thimerosal وخطر حدوث مرض التوحد لدى الأطفال، مشيراً إلى أن مادة السكوالين squalene عضوية طبيعية تستخرج من زيت كبد الحوت وتوجد في كثير من الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون ويحتاجها إليها الجسم لتصنيع الكوليسترول، وأشارت التقارير العلمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أنها تستخدم كمادة محفزة للمناعة في لقاحات الانفلونزا منذ عام 1997، وتم إعطاء أكثر من 22 مليون جرعة من هذا اللقاح المحتوي على عشرة ملغ في الجرعة الواحدة ولم تسجل أية أعراض جانبية موثقة لهذه المادة. وتطرق البيان إلى أن وزارة الصحة ستؤمن اللقاح بعد التأكد من مأمونيته وسلامته ثم الموافقة عليه من الهيئة العامة للغذاء والدواء والهيئات الرقابية الدولية، وسيتوفر في السعودية على شكل حقن عضلية ويحتاج اللقاح إلى بين 8 و10 أيام بعد التطعيم للحصول على الحماية المطلوبة.