أعلنت السلطات التركية أمس، أنها اعتقلت عبدالباسط عزوز، زعيم تنظيم «القاعدة» في ليبيا، وسلمته إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي آي) التي تلاحقه بتهمة التورط في قتل السفير الأميركي كريس ستيفنز في بنغازي عام 2012. تزامن ذلك مع تأكيد الجنرال ديفيد رودريغز قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، أن الولاياتالمتحدة تراقب عن كثب معسكرات تدريب تابعة ل»داعش» في شرق ليبيا. (للمزيد). في غضون ذلك، اتفقت دول الجوار الليبي في اجتماعها في الخرطوم أمس، على العمل من أجل وقف تدفق السلاح إلى هذا البلد، ودعت إلى وقف القتال هناك فوراً، كما أكدت تمسكها ب»شرعية مجلس النواب (البرلمان المنعقد في طبرق والمعترف به دولياً)، والحكومة المنبثقة عنه (برئاسة عبد الله الثني)». وأفادت وسائل إعلام تركية أن الاستخبارات التركية طاردت عزوز بعدما أبلغتها ال»سي أي آي» بوصوله إلى اسطنبول بجواز سفر مزور باسم «عواد عبدالله». وتمكن الأمن التركي من توقيفه لدى مغادرته منزلاً في مدينة يالوفا في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وضبط في حوزته جهازا كمبيوتر، وأبعد إلى دولة عربية حيث أوقفه عملاء «سي أي آي» لدى وصوله بطائرة من اسطنبول في 24 منه. وتلاحق واشنطن عزوز لعلاقته بقتل السفير الأميركي وثلاثة ديبلوماسيين آخرين، بهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول (سبتمبر) 2012. وهو ثالث متهم ليبي في هذه القضية تنجح واشنطن في استرداده لمحاكمته. وعزوز من سكان مدينة درنة (شرق ليبيا) ويبلغ من العمر 38 سنة وهو متزوج ولديه أطفال، ويعتبر من المقربين من عبدالحكيم الحصادي، القيادي السابق في «الجماعة الليبية المقاتلة» والذي شارك في إطاحة حكم معمر القذافي، وشغل لاحقاً منصب الملحق الثقافي لليبيا في إندونيسيا. في واشنطن، أكد الجنرال رودريغز أن «داعش» أقامت معسكرات تدريب في شرق ليبيا تضم حوالى مئتي متشدد، وقال إن هذه المعسكرات «حديثة العهد ونحن نراقبها عن كثب»، لكنه استبعد تنفيذ أي عمل عسكري ضدها في المستقبل القريب. واستدرك قائلاً: «سنواصل المراقبة والمتابعة عن كثب لنرى ماذا سيحصل وما إذا كان (التنظيم) ينمو بشكل متزايد». وأضاف أن أعضاء «داعش» في ليبيا «لم يأتوا من الخارج بل هم عناصر من ميليشيات سابقة أعلنوا ولاءهم للتنظيم»، وذلك في إشارة إلى إعلان جماعة «أنصار الشريعة» وحلفاء لهم يسيطرون على درنة، مبايعتهم «داعش» وإقامة إمارة إسلامية في المدينة.