يعاني مسلحو "طالبان" الباكسانية المتحصنون في أفغانستان وطأة هجمات طائرات أميركية بدون طيار وتمرّد قبلي ضدهم، الأمر الذي قد يعيق قدراتهم على شن ضربات داخل باكستان. وطوال سنوات، تحصن قادة "طالبان" الباكستانية التي تقاتل الحكومة الباكستانية في مناطق نائية بشرق أفغانستان، حيث يخطّطون لهجماتهم ويجندون مقاتلين. لكن في الأسابيع الأخيرة، قال مسؤولون إن الحركة ضعفت تحت وطأة سلسلة من هجمات طائرات أميركية بدون طيار وتمرّد رجال قبائل في إقليم كونار الأفغاني. وتتحالف "طالبان" الباكستانية مع "طالبان" الأفغانية ويشتركان في هدف الإطاحة بحكومتي البلدين وإقامة دولة إسلامية متشدّدة في المنطقة. وظلّ وجودهما على جانبي الحدود بين البلدين موضع خلاف بين أفغانستانوباكستان حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بإيواء المسلحين وعدم فعل اللازم لإيقافهم. لكن بعد وصول الرئيس الأفغاني أشرف غني للحكم في وقت سابق من العام الجاري، زادت الآمال في إمكان نجاح البلدين في التعاون وبذل المزيد. وقال أربعة قادة من "طالبان" الباكستانية ل"رويترز"، إن ضربات الطائرات بدون طيار والتوتر مع رجال القبائل أجبرهما على الانتقال من بلدات أفغانية صغيرة إلى المناطق الجبلية الحدودية. وقال اثنان منهم إنهما أفلتا بصعوبة من هجمات طائرات أميركية الشهر الماضي. ولا يوجد أي سجل شامل عن هجمات هذا النوع من الطائرات في أفغانستان، لذا يصعب التحقق من مزاعمهما. وقال أحد قادة "طالبان" إنّ هجوماً في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) استهدف منزلاً تحصن فيه في الليلة السابقة قائد "طالبان" الباكستانية الملا فضل الله، وأودى بحياة اثنين من قادة الحركة. كما تدهورت العلاقات بين مقاتلي "طالبان" الباكستانية ورجال القبائل، وهو اتجاه تسعى القوات الأفغانية لاستغلاله. وقال حاكم إقليم كونار إن منطقة دانجام شهدت تمرداً قبل 11 يوماً. وأضاف: "القرويون ومعهم وحدة من الشرطة الأفغانية والجيش شنوا عملية ضد طالبان الباكستانية". وأعلن ديبلوماسي أميركي أن الرئيس باراك أوباما ونظيره الأفغاني أشرف غني، سيبحثان في مطلع العام المقبل في واشنطن جدول انسحاب الجنود الأميركيين من أفغانستان والذي يفترض من حيث المبدأ ان يستمر حتى نهاية 2016. ومن المقرّر أن تسحب قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان "إيساف" القسم الأكبر من جنودها في نهاية كانون الأول (ديسمبر)، وسط أجواء من القلق بسبب تصعيد أعمال العنف التي ينفّذها المتمردون.