سجلت أسعار ستة أنواع من حليب الأطفال في معظم الصيدليات والمراكز التجارية الرئيسة في المملكة ارتفاعات جديدة بنسب تراوحت ما بين 5 و15 في المئة، متجاهلة الدعم الحكومي والذي تم رفعه بنسبة 500 في المئة من ريالين إلى 12 ريالاً للكيلوغرام.وقال تجار وصيادلة متعاملون في السوق إن الأسعار سجلت ارتفاعات جديدة، وسط تذمر كثير من المستهلكين الذين يطالبون بخفض الأسعار، مستغربين عدم ظهور أثر للدعم الذي كان له اثر ايجابي على السلع الأخرى. وعزا نائب رئيس لجنة شركات الأدوية في غرفة الرياض الدكتور محمد البهلال ارتفاع أسعار الحليب إلى عدم خضوعه لشروط تسجيل وتسعير وزارة الصحة مثل الأدوية، إضافة إلى أن الحليب المستورد عموماً يتم تحصيل رسوم جمركية عليه، وهو ما جعل الوكلاء المستوردين يسعرونه بالسعر المناسب لهم، ويقوم الموزعون بزيادة السعر في ما بعد. ولفت إلى أن الحليب مثل السلع الأخرى يخضع للعرض والطلب، إذ يسهم توافره في تراجع الأسعار، وإذا شح وجوده في السوق يرتفع سعره كثيراً، مشيراً إلى أن الدعم الحكومي لم يؤثر في سعر الحليب، وهو ما جعل الكثير من المستهلكين يتذمرون من ذلك. وطالب البهلال هيئة الغذاء والدواء ووزارة التجارة والصناعة بتشديد الرقابة على تلك المنتجات وتحديد أسعار الحليب، إضافة إلى مراقبة الحليب المستورد وجودته، نظراً إلى وجود غش كبير في هذا الجانب. من جهته، قال الصيدلي في إحدى الصيدليات التجارية: «إن هناك ستة أنواع من الحليب شهدت ارتفاعات خلال الشهرين الماضيين، وهي رولاناك الذي ارتفع من 25 ريالاً إلى 27 ريالاً، وحليب بيبي لال من 25 الى 26 ريالاً، ونان رقم «1» من 28 إلى 30 ريالاً، وسميلاك (كبير) من 52 إلى 56 ريالاً، وبرجراس رقم 4 كبير من 37 إلى 42 ريالاً، وحليب إس 26 من 23 إلى 27 ريالاً. وأرجع الصيدلي (الذي فضل عدم ذكر اسمه) الارتفاع الى الموردين الرئيسين، مشيراً إلى ان الأسعار العالمية تراجعت وأسعار الشحن انخفضت، إلا أن الأسعار ما زالت تشهد ارتفاعات متواصلة، متوقعاً تواصل الزيادات خلال المرحلة المقبلة. وحاولت «الحياة» الاتصال بوكلاء، لكنها لم تتلق تجاوباً. من جهته، قال محمد القحطاني مدير مجموعة سوبر ماركت إن أسعار الحليب تشهد ارتفاعات مستمرة منذ أشهر عدة، وكثير من المستهلكين يتذمرون من ذلك ويسألون عن الدعم الحكومي للحليب ولماذا لم يكن له أثر في خفض الأسعار. وأضاف أنه على رغم تراجع أسعار الكثير من السلع في مختلف انحاء العالم وانخفاض اسعار النفط والدولار، إلا أن ذلك لم يؤثر إيجاباً في أسعار الحليب، خصوصاً حليب الاطفال. ووصف القحطاني ارتفاع أسعار الحليب بأنه غير مبرر، ويشكّل عبئاً على كثير من المواطنين الذين لديهم أطفال صغار، مشيراً الى أن ضعف الرقابة وعدم فرض سعر واضح على الشركات أسهما في تلاعب كثير من المستوردين في أسعار السلع الضرورية. يذكر أن السعوديين ينفقون سنوياً أكثر من نحو 1.5 بليون ريال على حليب الأطفال، بعد الزيادات الأخيرة في الأسعار، من خلال استهلاك نحو 75 مليون علبة سنوياً، بمتوسط سعر 20 ريالاً، في الوقت الذي تشير فيه إحصاءات الأممالمتحدة إلى أن عدد المواليد في السعودية سنوياً يبلغ نحو 622 ألفاً.