بعد عمليات كر وفر من قبل المعارضة والسلطة الأوكرانية، أعاد المتظاهرون إحتلال مبنى البلدية على أثر المواجهات التي اندلعت مجدداً في العاصمة الأوكرانية كييف، وردت الشرطة عليهم بهجوم بخراطيم المياه. وافاد مراسلو "فرانس برس"، أن "الشرطة شنّت هجوماً على المتظاهرين في ساحة الميدان وسط كييف مزودة بثلاث مدرعات مجهزة بخراطيم مياه، تتقدم في الساحة وتصد ناشطي المعارضة". ورد المتظاهرون على الشرطة مستخدمين الزجاجات الحارقة، فيما إندلعت النيران في خيم عدة أُقيمت في الساحة، التي يحتلها المعارضون منذ نحو ثلاثة اشهر. ويأتي هذا الإحتلال بعدما كان المعارضون أخلوا مبنى البلدية سابقاً للإستفادة من العفو الذي قدمته السلطة الى المعتقلين. وكان الزعيم الاوكراني المعارض فيتالي كليتشكو دعا في وقت سابق النساء والأطفال الى الخروج من ساحة ميدان "لأننا لا نستبعد إحتمال إقتحامه"، كما قال. وأكدت متحدثة بإسم الشرطة الأوكرانية أن "تسعة أشخاص قتلوا أثناء اشتباكات بين المحتجين المناهضين للحكومة والشرطة في العاصمة كييف اليوم الثلثاء من بينهم سبعة مدنيين وشرطيان". وشجبت السلطة الاوكرانية على رأس قيادتها العسكرية عمليات العنف التي حدثت، محذرة المعارضة بأنها ستستعمل أقصى الوسائل إن لم تنهي المعارضة هذا العنف خلال ساعتين. يشار الى أن هذه الأحداث الجديدة تأتي بعدما أخلى معارضون للرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، مبنى بلدية كييف الذي احتلوه منذ شهرين، من أجل الاستفادة من عرض بالعفو قدّمته الحكومة. لكنهم تعهدوا احتلاله مجدداً، إذا أخلّت السلطات بوعدها. وكان إخلاء مبنى البلدية، وفتح طرق أساسية، شرطين مسبقين وضعتهما السلطات ل"إسقاط كل الاتهامات الجنائية" ضد ناشطين معارضين أُفرج عنهم بعد توقيفهم. من جهته، دعا البيت الابيض على لسان المتحدثة باسم مجلس الامن القومي لورا لوكاس ماغنوسون، الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الى "وضع حد لتصعيد العنف الجاري في كييف"، محذراً من ان "استخدام القوة لن يحل الأزمة". في إطار متصل، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الى "وضع حد لأعمال العنف في أوكرانيا"، وذلك بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني ليونيد كوغارا. وقال الوزير في بيان أن "عودة العنف ليست بالتأكيد الطريق التي يجب إنتهاجها من أجل التوصل الى التوازن والهدوء". من جهته، إعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي (الدوما) أن "أوكرانيا على شفير "حرب اهلية"، محملاً الدول الغربية "مسؤولية" هذا الامر.