أوصى عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور صالح الفوزان الدعاة في البلدان الإسلامية بالتصالح مع الحكام والولاة، والبدء بدعوتهم باللين واللطف، حتى يكونوا عوناً للدعوة، محذّراً من مشادتهم ومنابذتهم، لأن الدعوة لا تقوم إلا بولاة الأمر. وأكد الدكتور الفوزان أهمية أن يبدأ الداعية بدعوة ولي الأمر، كما أمر الله تعالى موسى وهارون في شأن فرعون، فالدعوة لا تقوم إلا بولاة الأمور، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من يؤويني حتى أبلغ رسالة ربي). وأشار إلى أن الإمام محمد بن عبدالوهاب أول ما بدأ الدعوة اتصل بأمراء نجد حتى وجد من يؤويه ويناصره من آل سعود، ولو أنه نابذ الأمير ووقف يسب الأمير على المنابر أو في المجالس لبطش به الأمير أو طرده من البلد ولم يحصل على شيء، مضيفاً: «أنتم لا تقدرون على تنفيذ الدعوة إلا بسلطان، والسلطان يحتاج إلى أن يُبدأ به في إقناعه ودعوته إلى الخير، ولا تيأسوا منهم، ادعوهم وناصحوهم باللطف واللين، ولا تشادوهم فهم أقوى منكم، فإذا هداهم الله صاروا عوناً لكم». وحول ما يجده خريجو الجامعة الإسلامية من بعض السلفيين الذين يحذرون من خريجي الجامعة، لأنهم لم يتبعوا طريقته في الرد على المخالف، قال الفوزان: «إن عليكم أن تبدأوا وتتفاهموا معهم، وترشدوهم إلى الطريق الصحيح الذي يجب عليكم جميعاً اتباعه، أما إذا بدأتم بالمناوشة معهم فلن تستفيدوا شيئاً»، محذراً من الدخول في مسائل تكفير من حكم بغير ما أنزل الله، «فهي تعطل الدعوة وتحدث الشقاق».