يخرج أهالي قرية كفر قدوم في مدينة نابلس بتظاهرات أسبوعية احتجاجاً على استمرار إغلاق الجيش الإسرائيلي الطريق بين القرية ونابلس في الضفة الغربيةالمحتلة منذ 12 عاماً. وأغلق الجيش الإسرائيلي الطريق ببوابة معدنية، ويمنع الفلسطينيين من قيادة سياراتهم أو السير فيها على الأقدام بحجة حماية مستوطنة «كدوميم» اليهودية القريبة. ويضطر أهالي كفر قدوم لسلوك طريق أطول للوصول إلى نابلس. ويقول السكان أيضاً إن الجيش الإسرائيلي يقيد حريتهم في دخول حقولهم وبساتين الزيتون التي يملكونها على جانبي الطريق، وإنهم يضطرون لطلب موافقة الجيش لدخول أراضيهم. وفي تموز (يوليو) 2011 بدأ أهالي كفر قدوم تنظيم تظاهرات أسبوعية للمطالبة بإعادة فتح الطريق بمساعدة ناشطين من إسرائيل والخارج. وقال مراد إشتاوي، رئيس المقاومة الشعبية في كفر قدوم: «أعتقد أن أهالي كفر قدوم قطعوا شوطاً كبيراً في مقاومتهم الشعبية في إطار الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإجباره على فتح الشارع الوحيد لقرية كفر قدوم». وأضاف: «لقد تعدى هدفنا الآن فتح الشارع إلى حماية الأراضي التي تقع على جانبي الشارع الذي أغلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي. نحن نعرف أولاً وأخيراً أن جيش الاحتلال سيفتح هذا الشارع تحت ضغط المقاومة الشعبية والجهد الذي تبذله القيادة الفلسطينية. لكننا أيضاً مستمرون في نهج المقاومة الشعبية لحماية الأراضي التي تقع على جانبي الشارع والمهددة بالمصادرة لمصلحة مستوطنة كدوميم». لكن التظاهرات تتحول في كثير من الأحيان إلى مصادمات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين عندما يرشق الشبان الجنود بالحجارة، فيردون بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت وأحياناً الذخيرة الحية. ولقي فلسطيني عمره 85 عاماً يدعى سعيد جاسر علي حتفه في كانون الثاني (يناير) متأثراً بالغاز المتصاعد من عبوة أطلقتها القوات الإسرائيلية سقطت داخل منزله. ويقول الجيش الإسرائيلي إن إغلاق الطريق ضروري لأمن المستوطنة اليهودية، وإنه عرض على السكان طريقاً بديلة إلى نابلس لكن ممثلين للأهالي رفضوها. وقال الجيش في بيان أرسله بالبريد الإلكتروني إلى «رويترز» إنه «نظراً إلى المخاوف الأمنية المهمة أغلق طريق الدخول إلى كفر قدوم وعرض طريق أقصر وأيسر على السكان. لكن العرض رفض واختار السكان اللجوء إلى احتجاجات عنيفة وبالغة الخطورة يتخللها إلقاء حجارة وقنابل بنزين، الأمر الذي يشكل خطراً جسيماً على المدنيين وأفراد الأمن الإسرائيليين». ونفى هنانيل دوراني رئيس بلدية مستوطنة «كدوميم» أن سكان المستوطنة يبنون مساكنهم في أراضٍ يملكها فلسطينيون، وأصر على ضرورة إغلاق الطريق. وقال دوراني: «قضية الطريق أمنية صرف. في عام 2002 عندما اندلعت الانتفاضة الثانية قرر الجيش إغلاق الطريق ولم يفتحه منذ ذلك الحين. هذا أمر مبرر تماماً. نحن أيضاً لا نريد أن يفتح الطريق. العوامل الأمنية بالغة الأهمية وليست بسيطة. تحدث مصادمات، لذا نفضل أن يبقى الطريق مغلقاً. هذا قرار أمني وكان كذلك على الدوام». ويبلغ عدد سكان كفر قدوم 3300 نسمة، وقد أثّر إغلاق الطريق الرئيس سلباً بدرجة كبيرة على حياتهم ومعيشتهم، إذ إن الطريق الآخر الذي يضطرون لاستخدامه يزيد طوله عن 14 كيلومتراً عن الطريق الرئيس. ويذكر الأهالي أن الجيش الإسرائيلي يرفض فتح الطريق حتى في حالات الطوارئ. وقال رئيس المجلس القروي في كفر قدوم سمير القدومي: «إن ثلاثة مرضى كانوا في حاجة إلى علاج استشهدوا أمام البوابة، لأن الإسرائيليين رفضوا فتح الشارع». وأردف: «أن سكان القرية يتضررون من إغلاق الطريق اقتصادياً وماديا وصحياً»، مشيراً إلى «حق سكان القرية استخدام «شارعهم الذي كان ولا يزال شارع الآباء والأجداد». وتشير بيانات وزارة الداخلية الإسرائيلية إلى أن عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربيةالمحتلة بلغ 342482 مستوطناً في نهاية عام 2011. وقضت المحكمة الدولية بعدم مشروعية المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، لأنها بنيت في أراضٍ محتلة.