أعلن متمردو جنوب السودان بزعامة رياك مشار أنهم سيطروا على ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل النفطية بعد تجدد القتال للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق وقف النار في 22 كانون الأول (يناير) الماضي، إثر وساطة مجموعة دول شرق أفريقيا (إيغاد). واعترفت جوبا بوقوع الهجوم لكنها نفت سيطرة المتمردين على المدينة التي تقع على بُعد 650 كيلومتراً شمال العاصمة الجنوبية. وقال متمردون متحالفون مع رياك مشار في ولاية أعالي النيل في بيان، إن قواتهم هاجمت ملكال أمس، واستعادت السيطرة على المدينة سريعاً من الجيش الحكومي بعد أن دحرهم الجيش منها الشهر الماضي. في المقابل، اتهم الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير المتمردين بانتهاك وقف النار ومهاجمة ملكال، نافياً سقوط المدينة، ومشيراً إلى أن القتال مستمر في أجزاء منها. كما نفى أغوير استخدام الجيش قنابل عنقودية في قتاله ضد المتمردين في ولاية جونقلي. وأضاف: «إنها المرة الأولى التي نسمع فيها بالقنابل العنقودية، حتى حلفاؤنا من القوات الأوغندية لا يمكنهم استخدام أي نوع من هذه الأسلحة من دون موافقتنا، ونحن لن نسمح بذلك في حربنا الداخلية»، معتبراً أن استخدامها «يقود إلى كوارث عدة». على صعيد آخر، توعد وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم حسين أمس، متمردي «الحركة الشعبية- الشمال»، بالحسم العسكري واتهمهم بعرقلة محادثات السلام في أديس أبابا. ويتجه الوسطاء الأفارقة إلى إنهاء جولة التفاوض الرابعة وتحديد موعد جديد، بعد وصول الطرفين إلى طريق مسدود. وأكد حسين أمام حشد من متطوعي قوات الدفاع الشعبي في الخرطوم أمس، حرص القوات الحكومية على حل القضايا عبر الحوار، لكنه شدد «جاهزيتها للحسم عبر البندقية إذا ما فُرضت عليها». وتابع: «نحن جاهزون لإكمال مشروع الصيف الحاسم لإنهاء التمرد في ولاية جنوب كردفان والنيل الأزرق». وجدد وفد الحكومة السودانية في المفاوضات أمس، اتهام «الحركة الشعبية» بعرقلة مسار التفاوض، محملاً إياها مسؤولية التعقيد ونتائجه السلبية. وأشار وفد الخرطوم إلى أن بيان المتمردين تحدث عن إنهاء المفاوضات قبل أن يعلن الوسطاء ذلك. في المقابل، أعلن أن الناطق الرسمي باسم وفد «الحركة الشعبية» مبارك عبدالرحمن أردول، أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود بعد تباعد مواقف الطرفين، مشدداً على ضرورة وقف العدائيات وفق المعايير الدولية والتوصل إلى حل شامل بمشاركة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني.