هاجم انتحاري يرجح أنه من تنظيم «القاعدة»، أمس منزل السفير الإيراني في صنعاء بسيارة مفخخة، ما أدى الى تفجير أجزاء من المنزل وأضرار بالمنازل المجاورة وقتل نجل حارس يمني في منزل السفير، لكن وكالة «رويترز» اشارت الى سقوط جنديين من حراس السفارة. وأكدت طهران عدم إصابة أي من مواطنيها. في غضون ذلك كشف الرئيس عبدربه منصور هادي أن أولوية جهوده تنصب على إعادة الاعتبار الى الجيش، وأنه لن يسمح بتحويل اليمن «حقل للتجارب والتجاذبات الإقليمية والدولية» في إشارة تبدو كرد غير مباشر على الأنباء المتداولة عن وجود مشاورات حول «مبادرة تكميلية» للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لنقل السلطة في اليمن. وأعلن جناح تنظيم «القاعدة في اليمن» مسؤوليته عن الحادث. وأفاد حساب استخدمه مراراً على موقع تويتر أنه أوقف سيارة ملغومة الى جانب المنزل في الحي الديبلوماسي ما أدى إلى مقتل عدد من الموظفين الإيرانيين وحراس محليين. وجاء الهجوم الانتحاري بعد يومين من بدء السفير الإيراني سيد حسن نام ممارسة مهامه سفيراً جديداً في اليمن وبعد فترة ركود في العلاقات الديبلوماسية مع صنعاء. ودانت الحكومة اليمنية الهجوم بأشد العبارات، واعتبرته السفارة الأميركية «منافياً للأعراف الديبلوماسية» في حين قالت جماعة الحوثيين المتهمة بولائها لطهران، إن «الهجوم يأتي في سياق الحملة التكفيرية التي تتعرض لها المنطقة». وقال شهود ل «الحياة» إن «المسلحين الحوثيين هرعوا مع عناصر الشرطة وعربات الإسعاف إلى منزل السفير الإيراني الواقع في حي حدة جنوب العاصمة وقريباً من مقر جهاز الأمن السياسي وفرضوا حوله طوقاً أمنياً»، في وقت أكدت مصادر أمنية ل «الحياة» أن السفير لم يكن موجوداً لحظة الهجوم الانتحاري بالسيارة المفخخة التي تناثرت قطعاً صغيرة جراء شدة الانفجار ومعها جثة الانتحاري التي تعذر العثور عليها». واعترفت السلطات بسقوط قتيل جراء الانفجار هو نجل حارس المنزل علي عبدالواسع الإدريسي، إضافة إلى سقوط 17 جريحاً قالت إنه تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وهم من المارة والعاملين في مقر هيئة المعادن والاستكشافات النفطية المجاور. واعتبر الناطق باسم الحكومة راجح بادي الهجوم «تهديداً للسلم الاجتماعي والمصالح العليا للبلاد»، ودعا حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) الحكومة إلى «القيام بواجباتها في حماية أمن البعثات الديبلوماسية وتأمين العاصمة ومكافحة الأعمال الإرهابية التي تستهدف إرباك المشهد السياسي». وكانت أولى الإدانات من السفارة الأميركية في صنعاء، والتي حضت في بلاغ صحافي السلطات على إجراء «تحقيق شامل وتقديم الجناة إلى العدالة»، وقالت إن «استهداف الديبلوماسيين والمنشآت الدبلوماسية يتعارض مع الأعراف الدولية ولا يمكن تبريره». إلى ذلك اغتال مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية في تعز ضابطاً في الشرطة. في الوقت ذاته، استقبل الرئيس هادي أمس مبعوث الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى اليمن صالح عبد العزيز القنيعير، في سياق متابعة دول المجلس تطورات العملية الانتقالية في البلاد. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن هادي أعرب عن تطلعه إلى «استمرار الدعم لليمن لتجاوز التحديات، بما ينعكس إيجاباً على دول المنطقة باعتبار أن ما يحدث في اليمن يؤثر في الجميع». وكانت مصادر ديبلوماسية تحدثت عن جهود خليجية تقودها سلطنة عُمان للتوصل إلى «مبادرة تكميلية» لمبادرة نقل السلطة في اليمن، لكن وكالة «سبأ» أفادت أن هادي أكد خلال لقائه أمس اللجنة البرلمانية الساعية إلى تقريب وجهات نظر الفرقاء السياسيين والتوصل إلى مصالحة وطنية «أن الجهود منصبة لإعادة الاعتبار الى الجيش ولُحمته وتجاوز كل الخلافات والانقسامات نتيجة الصراعات السياسية والفئوية». وقال: «لا نريد أن يكون اليمن حقل تجارب وتجاذب من هنا وهناك على المستوى الإقليمي والدولي، ولا بد من تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية، بما في ذلك الملحق الأمني»، وهو الاتفاق الذي كانت الأطراف السياسية وقّعت عليه مع جماعة الحوثيين بالتزامن مع سقوط صنعاء في قبضة الجماعة.