استبعدت واشنطن الإثنين أي خطط وشيكة لإقامة منطقة حظر جوي على الحدود بين تركيا وسورية نافية تقارير صحافية أشارت إلى أن البيت الأبيض يتباحث مع أنقرة في هذا الشأن. وأعلن جوش إرنست الناطق باسم البيت الأبيض الإثنين أمام صحافيين أن الولاياتالمتحدة «منفتحة أمام التباحث في سلسلة من الخيارات مع الأتراك»، مضيفاً أن إقامة منطقة حظر جوي فوق سورية ليست مطروحة «في الوقت الحاضر». وقال متحدثاً عن وضع إنساني «رهيب» في تركيا مع وجود أكثر من مليون لاجئ على حدودها مع سورية: «في المرحلة الحالية، لا نعتقد أنه من الملائم هنا (إقامة) منطقة حظر جوي». وتطالب تركيا باستمرار بإقامة منطقة آمنة داخل الحدود في سورية لحماية اللاجئين من المعارك بين قوات النظام السوري والمقاتلين المسلحين وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية». إلا أن أنقرة العضو في الحلف الأطلسي فشلت في إقناع واشنطن بدعم مثل هذا المشروع مع أن الولاياتالمتحدة تشن غارات جوية ضد التنظيم. ومنذ بدء النزاع في سورية في 2011، توالت النداءات من أجل إقامة منطقة حظر جوي لحماية مقاتلي المعارضة واللاجئين. ويبدو أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون كانت تؤيد الفكرة، إلا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما رفض الاقتراح باستمرار لتفادي أي انزلاق لبلاده في النزاع. وقال الكولونيل ستيف وارين وهو ناطق باسم البنتاغون للصحافيين: «في الوقت الراهن لا نعتقد أن إقامة منطقة عازلة هي أفضل وسيلة لتخفيف الأزمة الإنسانية في شمال سورية». وعندما سئل وارين عن الأسلوب الأفضل من إقامة منطقة عازلة لتخفيف الأزمة الإنسانية، قال: «مواصلة الضغط من جانبنا (على الدولة الإسلامية) ربما كان أكثر وسيلة فعالة لتخفيف تلك الأزمة». وأوردت وسائل الإعلام الأميركية في نهاية الأسبوع الماضي، أن واشنطن بصدد تغيير موقفها بعد زيارة نائب الرئيس جو بايدن تركيا الشهر الماضي، إلا أن إرنست - الناطق باسم البيت الأبيض - شدد على أن الأمر ليس كذلك. وقال إرنست إن بايدن بحث بالطبع هذه المسألة خلال زيارته تركيا قبل عشرة أيام مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، لكنه أضاف أنه «لا يمكنه أن يوضح بالتفصيل ما هو التقدم الذي تمكنا من إحرازه خلال محادثاتهما في هذه المرحلة». وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن اتفاقاً بين الولاياتالمتحدةوتركيا سينص على إقامة «منطقة آمنة» على طول الحدود يحظر فيها على قوات النظام السوري التحليق. ومثل هذه المنطقة وهي أضيق من منطقة حظر جوي لن تحتاج إلى شن غارات جوية، بل ستكتفي الولاياتالمتحدة بتبليغ النظام السوري بعدم الاقتراب منها، وفق الصحيفة. في المقابل، ستستخدم مقاتلات الحلف الأطلسي ومن بينها الطائرات الأميركية قاعدة إنجرليك التركية وغيرها للقيام بدوريات فوق المنطقة لضمان عدم تعرضها لهجمات. وأتت التقارير الصحافية بينما كان وزير الخارجية جون كيري في طريق عودته إلى بروكسيل للمشاركة في محادثات الأربعاء مع وزراء الدول الستين المشاركة في الائتلاف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ومن المفترض أن يرافقه المنسق الأميركي للائتلاف الدولي الجنرال جون آلن. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي «أنها فرصة لاستعراض ما وصلت إليه الأمور وللتباحث طبعاً بما يجب القيام به في هذه المرحلة ومراجعة مواقف الدول المشاركة». وأضافت بساكي أن واشنطن تواصل مراجعة عدد من الخيارات من بينها إقامة منطقة حظر جوي، لكنها شددت على أن المحادثات «لا تزال مستمرة». وقالت بساكي أمام صحافيين: «لا يزال لدينا خلافات» مع تركيا، وشددت على «أننا لم نتخذ بعد قراراً حول التزام محدد، بل نواصل المحادثات مع تركيا». وتعتبر تركيا أن الغارات الجوية التي يشنها التحالف ضد «الدولة الإسلامية» غير كافية وأنه لا يمكن التغلب على تهديد المتشددين إلا بعد إسقاط النظام السوري. وترفض تركيا على عكس الولاياتالمتحدة تزويد المقاتلين الأكراد في عين العرب (كوباني) السورية التي يحاصرها تنظيم «الدولة» بالأسلحة. وتحت ضغط حلفائها سمحت بمرور مقاتلين أكراد عراقيين عبر أراضيها إلى المدينة التي يسميها الأكراد كوباني.