ثمة علاقة تبادلية بين الإعلامين المقروء والمرئي، فنجد صفحات خاصة في الصحف والمجلات مخصصة لمتابعة قنوات التلفزيون وما تعرضه من برامج ومسلسلات وأخبار، بالتوازي مع برامج خاصة في الفضائيات تتناول ما تنشره الصحف من مقالات وأخبار. ولكن، أن يخصص برنامج تلفزيوني، على إحدى القنوات الفضائية الكردية، حلقةً تتناول حضور الكتاب والصحافيين الكرد في الإعلام العربي، بالتحليل، فهذا ما يمكن اعتباره سبقاً. ومن ذلك، ما فعلته الإعلامية الكردية السورية منال محمد في برنامجها «ميديا جفاكي - الإعلام الاجتماعي» الذي يُبث في فترة «آرك تي في» المخصصة للكرد السوريين على قناة «زاغروس»، إذ استضافت، فاروق حجي مصطفى في الاستوديو، ورستم محمود، وهوشنك أوسي عبر خدمة «سكايب»، كنماذج من الصحافيين الكرد السوريين الذين لهم حضور في الصحافة العربية. اتفق المشاركون في الحلقة، على أهمية دور الكتاب والصحافيين الكرد في الصحافة والإعلام العربي لجهة التعريف بالقضية الكردية وحقوق ومطالب الكرد، بالضد من محاولات التشويه والتضليل التي تمارس بحقهم في بعض الإعلام العربي. وأكد حجي مصطفى بأن الكرد الذين يكتبون في الصحافة العربية هم بمثابة «رسل الشعب الكردي في العالم العربي»، وهم «المقاتلون الذين يدافعون عن عدالة قضية الكرد وحقوقهم»، مشيراً إلى أسباب الهنات والهفوات اللغوية التي يمكن أن يسقط فيها هؤلاء أثناء كتابتهم بالعربية، معتبراً بأن «الأولوية في المقال هي للفكرة لا اللغة». وأشار رستم محمود إلى الكتّاب الكرد الأوائل الذين كتبوا في الصحافة العربية، مثل كاميران قره داغي والراحل سامي شورش، وكان لهما جهد في التعريف بالكرد وقضيتهم لدى الرأي العام العربي. وعرج على المشاكل العميقة التي تعيشها شعوب المنطقة، ولخصها ب «انعدام التفاهم أو التعارف في ما بينها وعدم توافر المعاهد أو مراكز الدراسات التي يمكنها لعب هذا الدور. ولفت إلى أن الإعلام، حاول ملء الفراغ، لكنه انتقد الإعلام العربي لجهة طغيان الجانب الدعائي - الإعلاني، على حساب الجانب المعرفي، منوهاً بمحاولات صحيفتي «الحياة» و «الشرق الأوسط» وبعض الصحف اللبنانية، منذ مطلع الثمانينات، للعب هذا الدور بغية خلق مساحة من التواصل والتفاهم وتبادل الأفكار بين نخب شعوب المنطقة. كما تمت الإشارة إلى جهود كتّاب وصحافيين كرد سوريين آخرين، مثل نزار آغري، إبراهيم اليوسف، هيثم حسين، إبراهيم حاج عبدي وحسين جمو. وقالت منال محمد ل «الحياة» إن برنامجها «يركز على قضايا المجتمع عموماً والشباب خصوصاً»، مشيرة إلى أنها تأخذ هموم ونشاطات الكرد السوريين اللاجئين في مخيمات اللجوء في كردستان العراق، الحيز الأكبر من البرنامج». وأوضحت أنها تتجنب الخوض في الأمور والملفات السياسية، وأن اسم برنامجها هو الإعلام الاجتماعي، «كونه يتناول هموم المجتمع ومشاغله، إضافة إلى أنه برنامج تفاعلي، يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة «فايسبوك»، فنطرح موضوع الحلقة، على صفحة البرنامج، قبل بثها، ونتلقى آراء وأسئلة المشاركين، ونطرحها على الضيوف». منال محمد، هي أيضاً لاجئة كردية سورية في إقليم كردستان العراق، تحمل إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق، لفتت الأنظار إلى برنامجها «الإعلام الاجتماعي» لجهة تنوع المواضيع التي تنتقيها وتميزها، إلى جانب حيويتها وحرفيتها في مناقشة ضيوفها.