ينظر مستثمرون سويسريون هذه السنة بشغف إلى بورصات بعض الدول الناشئة التي تحتل عشرة منها مكانة راقية في لائحة أفضل أسواق المال أداءً. وجنى المستثمرون السويسريون أرباحاً كثيرة بعد توغلهم في بعض بورصات الأسواق الناشئة. في حين سجلوا خسائر في بورصات أخرى، لا سيما الأوروبية منها. ويُعتبر المؤشر الأرجنتيني «ميرفال إيندكس» الأفضل عالمياً بما أن قيمته قفزت هذه السنة نحو 68 في المئة، بينما يُعتبر المؤشر الروسي «آر تي إس إيندكس» الأسوأ عالمياً بعد تراجع قيمته 23 في المئة. وفي ما يتعلق بالأداء المتباين لبورصات الأسواق الناشئة، يعزو خبراء سويسريون الأمر إلى عاملين. فمن جهة، تلعب أي دولة ناشئة دوراً في تحديد قوة أسواقها المالية وأدائها عندما تكون مُصدرة أو مستوردة للسلع الأولية. فالدول المستوردة انتهزت فرصة تراجع الأسعار، ومن ضمنها النفط، لإعطاء أداء أسواقها المالية زخماً قوياً. أما الدول المصدرة لهذه السلع، فيمكن القول إن أداء بورصاتها تراجع. أما العامل الثاني فيتمحور حول الأزمة المالية لمنطقة اليورو. فقيمة مؤشر «أو إم أكس ريغا» الليتواني تراجعت نحو 11 في المئة، في حين انخفضت قيمة مؤشر «مالطا ستوك إكستشينج إيندكس» بنحو 12 في المئة، ومؤشر «أي تي أكس» النمسوي 15 في المئة، و «أثينز ستوك إكستشينج جنرال إيندكس» 19 في المئة، و «بي أس آي 20 إيندكس» 23 في المئة. ويحتل مؤشر «أي جي أكس 30 إينكس» المصري المرتبة الثانية عالمياً، بعد نظيره الأرجنتيني. فقيمته ارتفعت نحو 48 في المئة. في المركز الثالث يبرز مؤشر «إس آند بي بي إس آي سنسكس» الهندي الذي زادت قيمته 44 في المئة. ومرة أخرى، يثبت مؤشر «قطر إكستشينج إيندكس» القطري تألقه دولياً ليحتل المركز الرابع بزيادة 43 في المئة في قيمته. أما مؤشر «دبي فايننشل ماركت جنرال إيندكس» فحلّ في المركز الخامس عالمياً، بعدما زادت قيمته 43 في المئة تقريباً هذه السنة. وبالنسبة إلى الأرجنتين، تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن السويسريين معجبون ببورصة «بوينس آريس» مع أن البلاد واقعة في أزمة مالية خانقة، فالقطاع الخاص هناك ما زال في وضع جيد. وتوجد علاقة متينة بين الوضع السياسي لأي دولة وبين المستثمرين في أسواقها المالية. فالبورصة المصرية مثلاً، تنتعش بعدما نجح شعبها في الحد من نشاطات المنظمات السياسية المتطرفة وانتخب رئيساً جديداً للجمهورية. وكهدية لاستقرارها السياسي توطدت قيمة بورصة القاهرة أكثر من 47 في المئة العام الحالي. وعلى العكس، تدهورت قيمة مؤشر «آر تي إس» الروسي بسبب الأوضاع السياسية بغض النظر عن انهيار الروبل في شكل مقلق.