انتقد مرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي أمس، محاولات بعضهم «تجميل صورة» الولاياتالمتحدة وإظهار «حرصها» على الإيرانيين، مذكراً ب «ماضيها الأسود». واعتبر أن «أحد أسباب المشاركة الجماهيرية الأكثر روعة» في مسيرات إحياء الذكرى ال35 للثورة الأسبوع الماضي، «يعود إلى صلافة السلطات الأميركية وأطماعها وقلة أدبها، ليعلن الشعب انه لن يستسلم أمام غطرسة أميركا وابتزازها». وأضاف لدى لقائه حشوداً من محافظة أذربيجانالشرقية، شمال شرقي إيران: «رسالة الشعب الإيراني في مسيرات ذكرى الثورة تمثلت في أن الشعب صامد وأن على المسؤولين ألا يضعفوا في مواجهة العدو». وانتقد خامنئي «محاولات لرسم صورة غير حقيقية عن أميركا»، وزاد: «بعضهم يحاول تجميل صورة أميركا، لإزالة البشاعة والعنف عنها، وإظهار أن الإدارة الأميركية حريصة على الشعب الإيراني وأنها مُحبة للإنسان، لكن محاولاتهم لن تفضي إلى نتيجة». وأشار إلى «الماضي الأسود للإدارة الأميركية، خلال ما لا يقل عن السنوات الثمانين الأخيرة»، متهماً واشنطن ب «إشعال حروب دامية وقتل آمنين ودعم ديكتاتوريات ظالمة في العالم، ودعم الإرهاب الدولي وإرهاب الدولة الذي يتجسد في الكيان الصهيوني الغاصب والمصطنع والمجرم، ومهاجمة العراق وأفغانستان وتأسيس شركات تقتل الناس، مثل بلاك ووتر، وإيجاد مجموعات متطرفة تكفيرية ودعمها». وسأل: «كيف يمكن تغيير هذه الصورة البشعة والإجرامية، وتجميلها أمام الشعب الإيراني؟ ألا يخجل الأميركيون عندما يتحدثون عن حقوق الإنسان... بسبب كل الفضائح التي طاولتهم»؟ واعتبر أن «السبيل الوحيد لمواجهة هذا العداء، هو التعويل على الاقتدار الوطني والقدرات الداخلية وتمتين البني الداخلية للبلاد، واعتماد نهج الاقتصاد المقاوم واستثمار الثروات والموارد الطبيعية والإنسانية الهائلة لإيران، لا سيما النفط والغاز». إيران - روسيا في غضون ذلك، أعلن السفير الإيراني في موسكو مهدي سنائي أن روسيا قد تبني مفاعلاً ثانياً في محطة بوشهر النووية، في مقابل منحها نفطاً وسلعاً إيرانية أخرى. وقال لصحيفة «كومرسانت»: «يمكن أن تستخدم إيران بعض العائدات (للدفع) لشركات بناء روسية، من أجل إقامة وحدة ثانية في محطة بوشهر». ولفت إلى «مفاوضات حول مجمل المسائل الاقتصادية، من المصارف إلى الطاقة»، على أساس «تزويد روسيا نفطاً إيرانياً». وأضاف أن الصفقة قد تشمل «مئات الآلاف من براميل النفط يومياً»، مرجحاً إبرام اتفاق في هذا الصدد «في حلول آب (أغسطس)» المقبل. وقال إن الاتفاق قد يتيح للشركات الروسية الوصول الى حقول الغاز الإيرانية، وأن تستورد طهران من موسكو شاحنات وقضباناً للسكك الحديد ومصافي وحبوباً وسلعاً أخرى، إلى جانب «مشاركة روسيا في تشغيل خطوط كهرباء» في إيران. وتطرّق سنائي إلى تحذير واشنطن من أن اتفاق المقايضة بين طهرانوموسكو قد يؤدي إلى «استحالة» إبرام إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، اتفاقاً نهائياً يطوي هذا الملف، قائلاً: «أصدقاؤنا الروس الذين وقفوا معنا في الأوقات الصعبة، يجب أن تكون لهم الأفضلية في الأسواق الإيرانية. لكن على الشركات الروسية أن تُسرع للحصول على نصيبها من أسواقنا، وألا تتردد خوفاً من العقوبات الغربية». على صعيد آخر، أفادت وكالة «فارس» للأنباء بأن موظفاً في وزارة النفط الإيرانية أحرق نفسه أمام مبنى الوزارة في طهران، بعدما دخله الرئيس حسن روحاني. وأشارت إلى أن الموظف (58 سنة) نُقل إلى مستشفى حيث تبيّن أنه أُصيب بحروق في 55 من المئة من جسمه. ولم تحدد أسباب ما فعله الموظف، علماً أن روحاني شكر خلال زيارته وزارة النفط فجأة أمس، موظفيها «الذين اتخذوا تدابير مهمة من أجل استقلال صناعة النفط». ولفت إلى «وجوب أن نخفّف اعتمادنا على النفط»، مستدركاً أنه «أهم الصناعات في البلاد». وأكد «ضرورة مكافحة المفاسد واستغلال الأموال العامة، خصوصاً في النفط والغاز». إلى ذلك، رجّح وزير الصناعة والتجارة والمناجم الإيراني محمد رضا نعمت زاده أن تغلق شركات كثيرة أبوابها في السنة الإيرانية التي تبدأ في 20 آذار (مارس) المقبل، ما يفاقم مشكلة البطالة.