طهران، هامبورغ، باريس – أ ب، رويترز، أ ف ب - وقّعت روسياوإيران في موسكو أمس، «خريطة طريق» للتعاون في مجالي النفط والغاز، وأكدتا أن العقوبات الدولية المفروضة على طهران «لا تعيق تطوير علاقات البلدين» في مجال الطاقة. وأصدر وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو ووزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي بياناً مشتركاً أفاد باتفاق البلدين على «إعداد خريطة طريق مشتركة على نطاق واسع، للاتفاق على نشاطات في مجالات الكهرباء والطاقة النووية والطاقة المتجددة». ونصّ الاتفاق على سعي البلدين الى زيادة التعاون في مجال نقل الغاز الطبيعي ومبادلته وتسويقه، إضافة إلى بيع المنتجات النفطية والبتروكيماويات. وأفادت وكالة أنباء «نوفوستي» بأن روسياوإيران اتفقتا على بحث إمكان تأسيس مصرف مشترك، لتمويل مشاريع تنفذها شركات النفط والغاز الروسية والإيرانية المعنية، إضافة إلى إمكانية وضع آليات لاستخدام العملتين الروسية والإيرانية في التعاملات والحسابات بين الطرفين. واكد شماتكو أن «الشركات الروسية على استعداد لتزويد إيران بمنتجات نفطية، شرط وجود منافع تجارية»، مشدداً على أن العقوبات المفروضة على طهران «لا يمكن أن تشكل عائقاً أمام جهود تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة». أما مير كاظمي فأكد أن العقوبات «لن تؤثر في أي شكل على التطور الاقتصادي والصناعي في إيران»، معتبراً أنها «تضرّ أكثر بمصالح الشركات التي كانت تتعامل مع إيران في مجال إنتاج النفط». يأتي ذلك بعد توقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما على عقوبات إضافية أقرها الكونغرس، تستهدف منع تزويد إيران بالبنزين والمنتجات النفطية المكررة. تزامن الاتفاق الإيراني - الروسي مع إعلان شركة «بي بي» توقفها عن إمداد طائرات الخطوط الجوية الإيرانية بالوقود، في مطار هامبورغ الألماني. وقالت ناطقة باسم الشركة: «يمكننا تأكيد انتهاء التعاقد في نهاية حزيران/يونيو». وتوقّع مدير مكتب الخطوط الجوية الإيرانية في ألمانيا محمد رضا رجبي إبرام اتفاق جديد في هذا الشأن مع شركة في هامبورغ «في غضون أيام قليلة». الى ذلك، توقّعت وكالة الطاقة الدولية تأثّر قطاعي النفط والغاز الإيرانيين بالعقوبات الدولية. وجاء في تقرير للوكالة: «على المدى القصير، ستقلّص العقوبات حجم واردات إيران الضرورية من الوقود ومواد أخرى» نفطية. وأضاف التقرير إن تطوّر صناعة الغاز والنفط «سيتأثر في وضوح» على المدى البعيد، خصوصاً مشاريع الغاز الطبيعي المسيل التي ستكون «الأكثر» تأثراً. واعتبرت الوكالة أن مشاريع الحكومة الإيرانية لمضاعفة قدرتها على التكرير بحلول عام 2013، عبر بناء 7 مصاف جديدة، هي «غير واقعية». في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى «إجراء مشاورات تقنية في فيينا حول المبادرة التركية - البرازيلية (اتفاق تبادل الوقود النووي)، ونتوقع أن توافق إيران على هذا الاقتراح». ورجّح لافروف أن تعقد الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني اجتماعاً قبل أيلول (سبتمبر) المقبل، «لمناقشة تطورات الوضع حول الملف الإيراني». وأشار الى أن تركيا والبرازيل لن تنضما الى محادثات إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، كما اشترطت طهران لاستئناف المفاوضات. وقال: «لم تُجرِ نقاشات في هذا الشأن». الى ذلك، تواصلت الانتقادات الإيرانية لتصريحات الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، والتي اعتبر فيها أن طهران اقتربت من امتلاك قدرات تسلح نووي. واعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي هذه التصريحات «غير منطقية». وقال: «يبدو أن السيد ميدفيديف زُوّد معلومات خاطئة، ونتوقّع من روسيا ألا تكرر مواقف أميركا، لأن واشنطن تسعى وراء أهدافها في المنطقة، فيما يمكن لروسيا أن تكون لها مصالح متبادلة مع إيران».