في أوضح تأكيد للمعلومات الأخيرة التي تحدثت عن دعم عسكري قوي ستحصل عليه المعارضة السورية، أعلن «الائتلاف الوطني السوري» أمس أن رئيسه أحمد الجربا وعد الثوار خلال زيارته لهم في محافظة إدلب في شمال غربي سورية ب «إن السلاح النوعي سيتدفق عليكم في القريب العاجل إلى أن نحرر كامل أراضي سورية من نير هذا النظام الفاسد المجرم». ويؤشر كلام الجربا إلى إمكان حصول تصعيد ميداني في ضوء فشل الجولة الثانية من مفاوضات «جنيف 2»، في ظل تمسك النظام برفض مناقشة تشكيل هيئة الحكم الانتقالية وإصراره على البدء ب «مكافحة الإرهاب» كبند أساسي قبل الانتقال إلى بحث أي موضوع آخر مع المعارضة. وجاء كلام الجربا عن «السلاح النوعي» بعد أيام فقط من تأكيد إدارة الرئيس باراك أوباما أنها تدرس خيارات جديدة في سورية، وسط معلومات عن قرار بإعادة مد الثوار بالسلاح. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتهامه نظام الرئيس بشار الأسد ب «العرقلة» بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات. ودعا «داعمي النظام الى الضغط» عليه ليضع حداً «لتعنته في المفاوضات ولأساليبه الوحشية على الأرض». ولوحظ أن الجربا ظهر خلال زيارته لإدلب برفقة جمال معروف قائد «جبهة ثوار سورية» الذي يخوض مقاتلوه معارك ضد النظام وضد «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في الوقت نفسه. ونقل «الائتلاف» عن الجربا قوله أثناء لقائه بقيادات للثوار: «إن إدلب تعتبر من المكونات الأساسية للثورة السورية ومن المحال تغييبها عن المكان الذي تستحقه في هذه الثورة»، وطمأن الأهالي بقوله: «لا يمكن أن نرضى بأي حل سياسي يكون (الرئيس بشار) الأسد جزءاً منه، فلا مكان للمجرمين في سورية الحرية التي نسعى إلى بنائها». وأضاف: «أن أية قرارات لا تكون نابعة من قرار الشعب السوري، هي قرارات جوفاء ولن تستطيع أن تحل المشكلة التي يعاني منها الشعب السوري»، مضيفاً أن «النظام الذي قتل حتى الآن ما لا يقل عن 200 ألف مواطن سوري وهجّر الملايين في داخل سورية وخارجها واعتقل عشرات الآلاف من الشباب لا يسعى للوصول إلى حل سياسي». في مقابل ذلك، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله، في الطائرة التي اقلت الوفد الحكومي المفاوض من جنيف الى دمشق، ان «الجولة الثانية لم تفشل على عكس بعض التحليلات الإعلامية التي ظهرت او ردود فعل وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا». واعتبر ان «الجولة الثانية أنجزت نقطة مهمة جداً بفضل وعي المفاوض السوري عندما اعلن موافقة سورية على جدول الأعمال الذي اقترحه الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي والذي يبدأ ببنده الأول ببند العنف ومحاربة الإرهاب». ويناقض كلام المعلم ما جاء على لسان الإبراهيمي السبت عندما اعلن انتهاء جولة التفاوض من دون اي تقدم، عازياً سبب الوصول الى طريق مسدود الى رفض الوفد الحكومي جدول الأعمال الذي اقترحه. في غضون ذلك، واصلت قوات النظام السوري الضغط على مدينة يبرود في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، في ظل مخاوف من هجوم وشيك عليها. وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن «قصفاً عنيفاً» استهدف «أطراف يبرود ومنطقة ريما وجريجير بمنطقة القلمون بريف دمشق»، مشيرة إلى أن أصوات الاشتباكات العنيفة كانت تُسمع في المدينة. كذلك أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «تعرض مناطق في مدينة يبرود لقصف من القوات النظامية، ولا معلومات عن إصابات إلى الآن». وأوضح «المرصد» أن «مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة والدولة الإسلامية في العراق والشام، استهدفوا آليات للقوات النظامية في القلمون، خلال اشتباكات بين الطرفين، فيما استولى مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام على صواريخ وقذائف عدة للقوات النظامية في القلمون». وأدت هجمات قوات النظام في منطقة القلمون إلى حركة نزوح كبيرة للمواطنين في اتجاه عرسال الحدودية اللبنانية. وشن طيران النظام أمس غارة على «منزل مهجور» في وادي عجرم قرب عرسال على السلسلة الشرقية للحدود اللبنانية - السورية، ما أدى إلى تدميره. وأفادت معلومات في البدء أن الغارة استهدفت شاحنة تحمل رشاشاً ثقيلاً لمعارضين سوريين. وأعلن الجيش اللبناني أمس أن مخابراته عثرت على سيارة رباعية الدفع مفخخة بنحو 250 كلغ من المتفجرات ومخفية في منطقة جردية في البقاع، ويُعتقد أنها فُخخت في مدينة يبرود السورية قبل نقلها إلى الأراضي اللبنانية.