انطلقت التحضيرات في قلب بيروت أمس لإحياء الذكرى التاسعة اليوم لاغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري ومن قضى معه في الانفجار الذي استهدف موكبه عام 2005. وتتزامن الذكرى مع أعمال المحكمة الدولية في لاهاي. وامتدت أكاليل الورد الأبيض على جنبات الضريح في داخل الخيمة البيضاء التي نُصبت منذ 9 أعوام حيث علا صوت الصلاة، وغصّت صور كثيرة للحريري تعبّر عن مراحل حياته. وتوافد إلى الضريح مواطنون أتوا للصلاة بتعدد انتماءاتهم واختلاف طوائفهم. وعلى أكاليل الورد كتبت أسماء العائلة من الزوجة إلى الأبناء والإخوة. هذه من نازك وتلك من سعد وتلك من بهاء وجومانة، وإكليل من اللواء المتقاعد أشرف ريفي. وبدا ظاهراً على الضريح النظام الأساسي للمحكمة الدولية. ووقف على مدخل الخيمة رجال الأمن يراقبون الداخلين والخارجين إليها. واستعدّت وسائل إعلامية عدّة للاحتفال الذي ستحييه «قوى 14 آذار» اليوم في مهرجان خطابي بعد الظهر في مركز بيال - بيروت، فجهّزت معداتها إلى جانب الضريح لمواكبة زواره. وفي المساحة إلى الجانب حيث أضرحة مرافقي الحريري الذين قضوا معه، أمام كل ضريح إكليل من الورد الأبيض. وواكبت التحضيرات إجراءات أمنية مشددة أمام الخيمة حيث يقف تمثال الشهداء وفي الشوارع المؤدية إلى الضريح. واعتبرت النائب بهية الحريري الاحتفال الذي أقامته مدرسة «الحاج بهاء الدين الحريري» في مجدليون وتخلله تقديم أوبريت «دم الشهداء... زرع العدالة « من قبل تلامذة المدرسة، أن «رفيق الحريري الذي ولد في 1 تشرين الثاني/ أكتوبر استطاعوا أن يغتالوه، لكن رفيق الحريري الذي ولد في 14 شباط/ فبراير لن يقدروا عليه». وقالت: «لا بد لهذا الليل من آخر ولبنان هو الذي سينتصر على كل المحاولات التي تحاول تدمير بنيته، وسنبقى على درب هذا الوطن نرفع رايته كما أراد رفيق الحريري وكما يكمل طريقه سعد الحريري». وأضافت: «كثر منكم لم يكونوا ولد بعد في 14 شباط 2005، لكن الواضح أن قيم وأحلام رفيق الحريري بمحبته للبنان واضحة في عيونكم وواضحة بإراداتكم». وقالت: «هذا الليل له آخر وما بيصح إلا الصحيح ولبنان هو الذي سينتصر على كل المحاولات التي تحاول أن تدمر بنيته». ووجه النائب عاطف مجدلاني الذي زار الضريح كلمة للمناسبة وقال: «مثل ما وعدناك منقلك يا يوم 14 شباط انقلبت الطاولة عليك وراح تتعلق المشانق لكل راس خطط ونفذ. وراح تنقطع إيد الشر اللي بعدا عم تتحكم بها الوطن». واعتبر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن «جريمة اغتيال الحريري هي اغتيال للسياسة التي كان يتحلى بها ويحرص عليها». وقال: «كان محسناً في تعامله مع الناس الأمر الذي غاب بغيابه وافتقدناه في كثير من السياسيين وخصوصاً المسلمين السنة الذين تداولوا على السلطة من بعد غيابه حتى اليوم». ودعا المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، في بيان تلاه الوزير السابق عمر مسقاوي، اللبنانيين إلى «مزيد من الوحدة والتماسك في هذه المرحلة الحرجة بقدر ما أدعو إلى استمرار التحقيق الدولي المستقل في الجريمة». ورأى «أن الاغتيال شكل منعطفاً في مجريات وأحداث لبنان وترك تداعيات خطيرة لا نزال نشهدها اليوم محلياً ودولياً، فغياب الفقيد الكبير أصاب لبنان بالصميم وخلق فراغاً هائلاً في مسار لبنان الحديث».