تؤكد تصريحات مسؤولين إسرائيليين أن فكرة «تجنيد المسيحيين» من عرب الداخل في الجيش الإسرائيلي أو دمجهم في «خدمة وطنية» لم تعد مجرد فكرة أطلقها كاهن من مدينة الناصرة يدعى جبرائيل نداف، إنما هي فكرة درستها المؤسسة الأمنية التي وجدت في نداف ومجموعة من الشباب الاستعداد لتطبيقها على أرض الواقع. وبعد الدعم الذي أعلنه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو للكاهن ومجموعته، قبل اكثر من شهر، أوضحت تصريحات نائب وزير الدفاع داني دانون (ليكود) أمس أن المخطط الأشمل هو سلخ الفلسطينيين المسيحيين عن أبناء مجتمعهم، من خلال تأليبهم على المسلمين، إذ أعلن أنه يعتزم تقديم اقتراح للحكومة بسن قانون يقضي بفرض الخدمة الإلزامية على المواطنين العرب من المسيحيين. وطبقاً لموقع «ولاّ» الإخباري فإن دانون «حصل على الضوء الأخضر من قيادات مسيحية» ليشرع في إجراء اتصالات مع قيادة المؤسسة الأمنية بهدف استيعاب المسيحيين في الخدمة العسكرية، لكن الموقع لم يشر إلى هوية هذه «القيادات» علماً بأن القيادات الروحية العليا للطوائف المسيحية أعلنت رفضها المخطط. وتابع دانون ان من شأن تجنيد المسيحيين أن يسهم في «كبح المتطرفين الذين يحرضون ضد التجنيد للجيش»، مضيفاً أن المؤسسة الأمنية تستعين بضباط مسيحيين يخدمون في الجيش ليقوموا بحض الشباب على الالتحاق بالخدمة العسكرية. ورأى دانون أن من شأن تشريع قانون لتجنيد المسيحيين «أن يدفع نحو دمج المسيحيين في المجتمع الإسرائيلي». وكان رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست النائب اليمين المتطرف يريف ليفين أعلن قبل شهرين أنه يسعى لتشريع قانون»يمنح امتيازات للمسيحيين في إسرائيل لا يحصل عليها المسلمون»، مضيفاً أن هناك مخططاً حكومياً جاهزاً لسلخ العرب المسيحيين في إسرائيل عن مجتمعهم الفلسطيني بأطيافه المختلفة بدأ بالحملة للتجنيد في الجيش الإسرائيلي ويتواصل بمحاولات إغرائهم بامتيازات، «تماماً كما فعلنا مع الدروز» في خمسينات القرن الماضي كما قال. ويقضي مشروع القانون بتعريف قومية العرب المسيحيين في بند القومية في بطاقة الهوية «مسيحيين» وليس عرباً، وهكذا يتم الفصل بينهم وبين «المسلمين» بداعي أن المسيحيين «ليسوا عرباً»، كما يقول ليفين، ومنحهم امتيازات خاصة تعزز العلاقة بينهم وبين الدولة العبرية. وأضاف ليفين ان «هذا التشريع سيمنح تمثيلاً منفصلاً للمسيحيين وتعاطياً منفصلاً معهم، بعد فصلهم عن المسلمين، وهذه»خطوة تاريخية من شأنها أن تربط بين إسرائيل والمسيحيين، فهؤلاء ليسوا عرباً ويمكنهم التماهي مع الدولة والحصول بالضبط على ما يحصل عليه الدروز». ويعيش في إسرائيل نحو 120 ألف مسيحي عربي. وتتضمن خطة ليفين تفضيل المسيحيين عن المسلمين في الشركات الحكومية ومنحهم تمثيلاً خاصاً بهم في السلطات المحلية وفرصاً متساوية مع اليهود في العمل.