في وقت لم تحقق فيه الجولة الثانية من المفاوضات بين الطرفين المتنازعين في سورية إلا "تقدماً بسيطاً"، ثمة قلق بشأن سلامة العشرات من الرجال والفتيان، الذين تعتقلهم السلطات السورية بعد خروجهم من حمص المحاصرة. ولا تزال منظمات الاغاثة تأمل باستئناف عملية اجلاء المدنيين من المدينة القديمة، بعد يوم من تعليق العمل في عملية اجلائهم. وما زال المئات من المدنيين عالقين في الاحياء المدمرة، التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة وتحاصرها القوات الحكومية. وتمكن نحو 1100 شخص من الخروج من حمص منذ يوم الجمعة مستفيدين من هدنة أعلنها الطرفان المتنازعان. ويوجد نحو ألف مدني في المدينة، التي تحاصرها القوات الحكومية السورية، وتسيطر على أحيائها القديمة المعارضة المسلحة، وهم بحاجة ماسة إلى الغذاء والرعاية الطبية العاجلة. وقال مسؤولون سوريون أمس الثلاثاء إنهم أخلوا سبيل مئات الرجال بعد استجوابهم والتأكد من عدم ارتباطهم بالمعارضة المسلحة، بينما عبر متحدث باسم الأممالمتحدة عن قلقه على مصير المئات المعتقلين. ويتهم الناشطون داخل سورية الحكومة ب"الوقوف وراء التأجيل"، قائلين إن "الحكومة تريد منع الغذاء عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في المدينة". وأكدت الأممالمتحدة إن "أسباباً تقنية حالت دون اكمال العملية". وتوضح منظمات إنسانية إنها ستقوم بمحاولات أخرى لإجلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً، بينما ينتهي أجل إطلاق النار الموقت في حمص الأربعاء. الى ذلك، يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة غير رسمية الثلاثاء لمناقشة مشروع قرار عربي - غربي بشأن توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في سورية، وصفته روسيا بأنه "منفصل عن الواقع". وقال ديبلوماسي روسي صباح اليوم لوكالة الاعلام الروسية الرسمية ان "روسيا تعتقد أن الصيغة الحالية لمشروع قرار للأمم المتحدة في شأن دخول المساعدات إلى سورية، تهدف إلى التمهيد إلى تدخل عسكري"، وإن بلاده "ستصوت ضد الوثيقة في شكلها الحالي". وفي سياق آخر، قال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، أمس الثلاثاء، بعد اجتماع مباشر بين طرفي النزاع في جنيف، إن "محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة لا تحقق تقدماً كبيراً". وبدأت المحادثات في جولة أولى استمرت أسبوعاً الشهر الماضي، دون تواصل مباشر بين الطرفين، ولكن الجولة الثانية شهدت وقوف الجميع دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا النزاع المقدر عددهم بنحو 130 ألفاً. ووصف نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد أمس الثلاثاء بأنه "يوم ضائع"، وأكد المتحدث باسم وفد المعارضة، لؤي الصافي، أن "المحادثات لم تحرز أي تقدم". وتعثرت المحادثات بسبب خلاف حول جدول الأعمال، إذ تريد المعارضة مناقشة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، بينما تصر الحكومة على أن القضية الأولى لابد أن تكون مكافحة الإرهاب، وتقصد بذلك كل المعارضة المسلحة.