أفشلت روسيا صدور بيان من مجلس الامن الدولي يطالب بتأمين وصول المساعدات الانسانية الى مدينة حمص بسبب معارضة روسيا، في وقت اكدت الاممالمتحدة ان قوات النظام السوري كثفت غاراتها على المدينة الواقعة وسط البلاد. ورفضت موسكو الموافقة على نص البيان الذي تقدمت به استراليا ولوكسمبورغ معتبرة انه «يكيل بمكيالين». وطالبت بأن يتطرق ايضاً الى مدن اخرى تحاصرها قوات تابعة للمعارضة السورية وليس الى حمص وحدها التي تحاصرها قوات النظام. وقد وضعت استراليا ولوكسمبورغ الجمعة حداً لأيام عدة من المفاوضات، وفق ديبلوماسيين. ولا يزال نحو أربعة آلاف شخص محاصرين في الحي القديم في حمص وسط قصف عنيف من قوات النظام مدعومة بقوات من «حزب الله» اللبناني منذ 28 الشهر الماضي. وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة فرحان حق: «تفيد المعلمات التي تلقيناها للتو بأن حي الخالدية يتعرض لقصف عنيف منذ ساعات الصباح الاولى (اول امس). ويشمل القصف الآن غالبية الحي القديم من المدينة». واضاف حق ان رئيسة مفوضية حقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي «قلقة جداً» لتداعيات هجوم قوات النظام على مدينة حمص. ويطالب مشروع البيان الحكومة السورية بالسماح للمنظمات الانسانية بالدخول بحرية الى حمص والسماح للمدنيين بالخروج منها. وارسلت استراليا يوم اول من امس رسالة الى الاعضاء ال14 الآخرين في مجلس الامن معربة عن «خيبتها» ازاء غياب الاتفاق على نص ينهي المفاوضات، وفق ما أفاد ديبلوماسيون. لكن روسيا اوضحت انها عرضت نصاً آخر يطالب بالسماح للمنظمات الانسانية بالدخول بحرية ليس الى حمص وحدها بل ايضاً الى مدينتي نبل والزهراء، وهما بلدتان شيعيتان محاصرتان من قوى المعارضة قرب حلب. وقال ناطق روسي ل «فرانس برس» في تصريح مكتوب: «نأسف لتجاهل الاقتراحات التي تقدمنا بها»، مضيفاً «يتم الكيل بمكيالين في هذا النص وهو لا يتضمن اشارات كثيرة الى الامور الانسانية». ولفت الى مدنيين «تحتجزهم مجموعات ارهابية في حمص وتستخدمهم كدروع بشرية». ومنذ اندلاع النزاع في سورية في آذار(مارس) 2011، عارضت روسيا كل القرارات التي تنتقد حليفها النظام السوري واستخدمت حقها في النقض على قرارين دوليين في هذا الاتجاه.