نوه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس، بالمذكرة الوطنية التي صدرت عن الكنيسة المارونية الأسبوع الماضي، مشدداً على ما ورد فيها، وداعياً من أعلن تأييده لها «أن يفعل ذلك عملاً لا قولاً». وتوقف جعجع في مؤتمر صحافي عقده في مقره عند ما جاء في المذكرة لجهة «بناء دولة فاعلة ومنتجة»، معتبراً أن «كل الأدبيات الأخرى التي نسمعها تتعارض مع الدولة الفاعلة والمنتجة»، مشيراً إلى أن «الوثيقة لم تذكر المقاومة ونظرية المقاومة تعني دويلة حزب الله، وهي تُسقط الكيان وقيام الدولة»، متوقفاً عند كلام لنائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، وقوله إن «لا وجود للبنان من دون مقاومة»، أي من دون دويلة حزب الله، ورأى أن «هناك مشروعين مطروحين، مشروع المذكرة ومشروع دويلة حزب الله، وعلى الواحد أن يختار». كما توقف عند ما جاء في المذكرة لجهة «عدم الوضوح في تحديد المصلحة الوطنية، ما يودي إلى المحاصصة»، لافتاً إلى «وزارة النفط»، وقال: «لا وجود لأي شي خارج الدولة». وتوقف عند ما ورد في المذكرة لجهة قيم العيش المشترك والحرية والمساواة في المشاركة والتعددية»، وقال: «عن أي حرية نتكلم وفريق 14 آذار تعرض وحده إلى 17 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال، ناهيك ب 7 أيار او القمصان السود»، ودعا إلى تسمية «الأشياء بأسمائها عن حرية المواطن اللبناني»، وتوقف عند «مشاركة حزب الله في القتال في سورية»، سائلاً عن «الدستور من كل ما تقدم وعن المشاركة في اتخاذ القرار»، قائلاً: «حتى فرقاء الصف الواحد لم يتشاركوا في هذا الأمر». وتوقف عند وجوب «الذهاب إلى قانون انتخاب جديد»، وسأل عمن «عطل المؤسسات من 2005 وحتى الآن، وشلَّ الحكومة حتى إسقاطها، وعن تعطيل المجلس النيابي ورئاسة الجمهورية حتى اتفاق الدوحة والمجلس الدستوري». وشدد على «إعلان بعبدا» الذي جرى التطرق إليه في المذكرة، ولفت إلى أن الأمر يصوَّر «وكأن الحياد يعرض لبنان للخطر الشديد»، ودعا إلى «أن نكون صادقين مع أنفسنا قبل تشكيل الحكومة بالتفاهم على الخطوط السياسية العريضة، وفي مقدمها إعلان بعبدا». وأشار إلى «جوهر الموقف في المذكرة وهو الحفاظ على التركيبة اللبنانية وعدم ضرب الحياد بالشكل السافر الذي نراه اليوم». وعن حصرية السلاح بالشرعية، سأل جعجع عن كيفية تأييد الأمر «طالما أن سلاح حزب الله باق ل300 سنة كما أُعلن». وشدد على وجوب «الالتزام بالقرارات الدولية وعدم اللعب بالقرارات المعروفة»، وأعلن «رفض ربط الصيغة بالعدد، لان المجتمع اللبناني تعددي». وتوقف عند «اتفاق الطائف ووجوب سد الثغرات الدستورية»، وقال: «المذكرة قاربت الاتفاق بأكثر واقعية ممكنة، لا اتفاق جديداً وإنما بالممارسة علينا معالجة الثغرات التي ظهرت بواقعية، وعلى سبيل المثال مراسيم مجلس الوزراء وصلاحية رئيس الجمهورية مقارنة بصلاحية الوزير». وشدد على أهمية ما طرحته المذكرة لجهة «إقرار اللامركزية الموسعة، وهي جاءت في اتفاق الطائف»، وقال: «لو كنا نتمتع بشوية لامركزية في ظل تعطل الدولة المركزية، لكان الأمر في مصلحة الجميع». ونوه بأهمية ما جاء في المذكرة عن «دور لبنان في العالم العربي»، معتبراً أنه دحض كل ما قيل عن موقف بكركي من المتغيرات التي تحصل حولنا». ووجه جعجع نداءين في ختام مؤتمره الصحافي، الأول إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي بالقول: «نحييك ومجلسَ المطارنة، ويجب السهر على حسن تنفيذ المذكرة لانها تؤسس للبنان جديد»، والنداء الثاني إلى «كل الفرقاء على مختلف انتماءاتهم لتبني المذكرة الوطنية كبرنامج عمل وطني في المرحلة المقبلة لقيام دولة ننتظرها منذ زمن». وجرى بعد الظهر اتصال بين الراعي الموجود في روما وجعجع، هنأ الراعي خلاله جعجع على دعوته كل الأطراف للتلاقي حول مذكرة بكركي الوطنية.