تخطط الصين لرفع طاقتها لتكرير النفط إلى أكثر من مثليها هذه السنة مقارنة بمستواها العام الماضي، على رغم أن شركات التكرير الحكومية الكبرى تعتزم زيادة وارداتها من الخام المستهلك في التكرير بنسبة 1.4 في المئة فقط في بعض من مجمعاتها الكبرى لمخاوف من تباطؤ نمو الطلب على الوقود. وتهدف الصين إلى زيادة طاقة التكرير اليومية نحو 600 ألف برميل هذه السنة وكان يُتوقع أن تضيف أكثر من ذلك قبل أن ترجئ «بتروتشاينا» تشغيل مشروعين جديدين وعملية توسيع، مع تهاوي نمو الطلب على النفط عام 2013 إلى أدنى مستوياته في 22 سنة. وأظهر مسح أجرته وكالة «رويترز» أن شركات التكرير الحكومية الكبرى في الصين تنوي زيادة وارداتها من الخام نحو 45.3 ألف برميل يومياً فقط هذه السنة، أو بنسبة 1.4 في المئة مقارنة بالعام الماضي، في 13 محطة بمحاذاة الساحل الشرقي للبلد. ووفق تقرير «بي بي» الإحصائي للطاقة العالمية، فإذا سجل كل المصافي الصينية معدل الزيادة ذاته في واردات النفط فستكون هذه أقل زيادة منذ العام 2003 على الأقل. وتشير «وكالة الطاقة الدولية» إلى أن الصين ساهمت بنحو ربع نسبة زيادة الاستهلاك العالمي للنفط في العام الماضي وإن ما تشهده من تباطؤ في نمو الطلب على الوقود، كبح الأسعار التي كان يُمكن أن ترتفع أكثر بفعل تهاوي الصادرات من إيران والانقطاعات الطويلة لإمدادات النفط الليبي والاضطرابات في السودان. في سياق متصل، أعلن مسؤولون ان شركة نفط إيرانية وأخرى إندونيسية تدرسان بناء مصفاة في إندونيسيا بكلفة لا تقل عن ثلاثة بلايين دولار، في حين يناقش البلدان توثيق العلاقات الاستثمارية في ظل تخفيف العقوبات على إيران. وإندونيسيا في حاجة ماسة لزيادة طاقة التكرير لتقلص اعتمادها على واردات النفط لكنها تجد صعوبة في إيجاد شركاء إذ تعثرت محادثات بين الحكومة و «مؤسسة البترول الكويتية» و«أرامكو» السعودية. وعلى مدى السنوات العشر الماضية لم تتجاوز أي مشاريع مراحل التخطيط الأولى. ووقعت شركة «نخلة براني برديس» ومقرها طهران، مذكرة تفاهم مع شركة «كريسيندو ريسورسز» الإندونيسية لبحث جدوى إنشاء مصفاة في إندونيسيا تصل طاقتها إلى 300 ألف برميل يومياً من الخام الإيراني الثقيل. وربما تشتري «كريسيندو» 300 ألف برميل من «نخلة براني برديس» على المدى الطويل، ووفق المذكرة أبدت الشركة استعداداً للمشاركة بنحو 30 في المئة من استثمارات بناء المصفاة. وقال رئيس مجلس تنسيق الاستثمار في إندونيسيا ماهيندرا سيرغار «يحتاج المجتمع الدولي لإيران قوية تنعم بالنمو وتحظى باقتصاد متقدم». وأضاف: «إندونيسيا مستعدة للتعاون مع إيران وترحب بالفرص الجيدة في المستقبل». ولفت إلى أن شركة «برتامينا» للطاقة المملوكة للدولة تدرس فرص استثمار في إيران. وتملك إندونيسيا طاقة لتكرير نحو مليون برميل يومياً تلبي نحو ثلثي طلبها، ما يضطرها إلى استيراد 500 ألف برميل يومياً من المشتقات لسد العجز. الاسعار إلى ذلك، ارتفع سعر خام «برنت» فوق 109 دولارات للبرميل إذ تأمل السوق بأن تبدي رئيسة «مجلس الاحتياط الفيديرلي» (البنك المركزي)، جانيت يلين، تفاؤلاً حذراً في شأن الاقتصاد ويتوقع بعضهم أن يكون مخزون المشتقات النفطية الأميركية هبط مع تزايد الطلب على وقود التدفئة بسبب الطقس البارد. وارتفع «برنت» 42 سنتاً إلى 109.05 دولار للبرميل بعد أن أغلق منخفضاً 94 سنتاً في الجلسة السابقة. وزاد الخام الأميركي 26 سنتاً إلى 100.32 دولار بعد أن أغلق أول من أمس فوق مئة دولار للمرة الأولى هذه السنة. وقال المحلل لدى «فيليب فيوتشرز» في سنغافورة، تشي تات تان «إذا جاءت شهادة يلين داعمة للحوافز النقدية، كما يُتوقع، فستمنح أسواق النفط بعض الطمأنينة». وأضاف: «عندئذ من المرجح أن ينخفض الدولار، ما سيعزز الطلب على النفط الخام».