اجتمعت قيادات «التيار الشعبي» الذي أسسه السياسي المصري حمدين صباحي مساء أمس لاتخاذ قرار بخصوص ترشحه في انتخابات الرئاسة المقبلة في مواجهة وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي الذي يقترب من مغادرة الجيش. وقال الناطق باسم «التيار الشعبي» حسام مؤنس ل «الحياة» إن قرار التيار سيُعلن في مؤتمر صحافي يُعقد اليوم على الأرجح، لافتاً إلى أن اجتماعاً يُفترض أن يكون عقد مساء أمس خصص لحسم الأمر. وأضاف أن «وجهات النظر الغالبة تؤيد ترشح صباحي ودعمه في تلك الانتخابات». ولم يخف وجود معارضة لترشح صباحي بين قيادات في التيار، لكنه أوضح أن «أي تنظيم يتخذ قراراً يجب أن يلتزم به أعضاؤه»، لافتاً إلى أن تلك الخلافات ليست وليدة إعلان صباحي رغبته في الترشح، لكنها مستمرة منذ شهور. وقالت مصادر في «التيار الشعبي» إن الترحيب الذي أبداه شباب التيار وأيضاً أصوات من خارجه بترشح حمدين تمثل «ضغطاً» على رافضي ترشحه من قيادات التيار، وقد تدفع باتجاه الموافقة على ترشحه ودعمه، لكن في هذه الحال قد تحدث انقسامات داخل التيار إن أصر بعض قادته على دعم السيسي. ولفتت المصادر إلى أن «صباحي يعلم أن الغلبة داخل التيار مع ترشحه، لما للشباب من تأثير داخله، لذا هو وضع أمر ترشحه بقرار التيار لا جبهة الإنقاذ التي يعد أحد قادتها، لكن غالبية أعضائها أعلنت دعمها المشير السيسي». ونال قرار صباحي الترشح في انتخابات الرئاسة إشادة من غريمه في الانتخابات الماضية رئيس لجنة صوغ الدستور عمرو موسى الذي سبق أن أعلن أنه لن يترشح في الانتخابات المقبلة وسيؤيد السيسي. ووصف موسى قرار صباحي بأنه «جريء... ويفتح الباب من الآن لمعركة انتخابية تنافسية تدعم المسيرة الديموقراطية التي نادت بها ثورة 25 يناير، واندلعت من أجل حمايتها ثورة 30 يونيو»، معرباً عن تقديره لقرار صباحى. وأضاف: «كمواطن مصري مدرك للوضع الخطير الذي تشهده البلاد والحاجة العاجلة إلى بدء عملية إعادة بناء مصر، وأرى أن الخطوة المقبلة في خارطة الطريق، أي انتخاب رئيس الجمهورية، ستكون معركة حول المستقبل وحول اختيار الرئيس الذي يستطيع أن يحقق الاستقرار ويحسن إدارة البلاد بما تتطلبه من كفاءة وقدرة وإخلاص... أرحب بساحة انتخابية يتنافس فيها مرشحون مختلفو التوجهات، وأن يقوم هذا التنافس على برامج تستهدف مصلحة البلاد وتحقيق تقدمها، وأن تبتعد العملية الانتخابية عن الاتهامات والإشاعات والشخصنة وتقوم على اختيار الأصلح والقائد الأقدر على قيادة البلاد». وبدأ المستشار القانوني للرئيس علي عوض سلسلة اجتماعات مع اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة من أجل عرض اقتراحات تلقتها رئاسة الجمهورية في شأن مشروع قانون انتخابات الرئاسة كان أبرزها تحصين قرارات اللجنة القضائية المُشرفة على الانتخابات. ويُنتظر أن تحيل الرئاسة المشروع في صيغته النهائية على مجلس الدولة لأخذ رأي قسم التشريع فيه قبل إصداره رسمياً خلال أسبوع. من جهة أخرى، دعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي إلى تظاهرات اليوم في العاصمة والمحافظات في ذكرى تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقال التحالف في بيان: «لنصنع يوماً ثورياً مشهوداً بمقاومة سلمية مبدعة (اليوم) في ذكرى إسقاط المخلوع، وليكن هدفنا قلب القاهرة (في إشارة إلى ميدان التحرير ومنطقة وسط القاهرة)، والنقاط الثورية الرمزية لثورة 25 يناير في المحافظات، مع تكثيف الفعاليات الثورية على مدار اليوم، والوقوف الرمزي أمام سفارات وقنصليات دعم الانقلاب». وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن إجراءات احتزازية مشددة سيتم اتخاذها اليوم في ظل دعوة جماعة «الإخوان» إلى استغلال ذكرى تنحي مبارك «لإحداث حال من الفوضى والعنف»، مؤكداً أن «الأمن سيواجه بكل قوة أي خروج على القانون، وسيعمل على التصدي لأي محاولات لإثارة القلاقل أو أعمال الشغب والعنف في الشارع بالوسائل القانونية والمشروعة كافة». وكان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم تفقد أمس مكامن أمنية وحدودية في الطرق الصحراوية في الإسماعيلية وبورسعيد ودمياط. وشدّد على أن «الفترة الحالية تتطلب تكاتف كل الطاقات واستنفار الجهود وتطبيق فكر أمني مدروس يضمن تحقيق أمن المواطن والاستقرار في الشارع المصري». من جانبه، قال الناطق باسم القوات المسلحة العقيد أحمد علي إن عناصر من الجيش والشرطة دهمت حي الترابين وقرية الشلاق في مدينة الشيخ زويد وأوقفت 37 من «العناصر التكفيرية الخطرة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية»، وضبطت أسلحة متنوعة. وأعلنت وزارة الداخلية توقيف أحد عناصر «الإخوان» من القائمين على الصفحات الإلكترونية التي تحوي بيانات ضباط وأمناء الشرطة بغرض التحريض ضدهم، وضبط 110 قنابل يدوية وكميات كبيرة من الألعاب النارية والبارود المستخدم في تصنيع المتفجرات في عزبة أبو حشيش، وهي إحدى المناطق الشعبية في القاهرة، وعدد من القائمين على تصنيعها.