قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إن لديه «أدلة وشهادات» تؤكد وجود «انصهار وشراكة» بين نظام الرئيس بشار الأسد وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في شمال سورية وشماليها الشرقي والغربي، بينها بطاقات لمسؤول أمني سوري وتأشيرات دخول إلى إيران على جوازات سفر قادة من «داعش». وكان «الائتلاف» أعد مذكرة في عنوان «الشراكة بين النظام وداعش» مبنية على شهادات مسؤولين في «الجيش الحر» ووثائق حصل عليها مقاتلو المعارضة بعد استيلائهم على مواقع للتنظيم. وجاء في المذكرة: «منذ أن أعلن «الجيش الحر» الحرب ضد هذا التنظيم في الثالث من كانون الثاني (يناير) الماضي والاستيلاء على عدد من مقاره، فإن أدلة موثقة اكتشفت لتؤكد الاعتقاد الشائع عن العلاقة بين النظام و «داعش». وتضمنت المذكرة بعض المعطيات المبنية على شهادات مقاتلي «الجيش الحر» على الأرض، تشير إلى أن قوات النظام كانت «تحمي» مقاتلي «داعش» و «تساعدهم»، إضافة إلى معطيات أخرى عن «تشابك حميم بين قوات النظام والتنظيم لتحقيق هدف مشترك وهو تدمير المعارضة المعتدلة والسيطرة على أوسع رقعة ممكنة من الأرض». وتحت عنوان «النظام - داعش: عدم الصدام والحماية والمساعدة»، جاء في المذكرة: «أن مقار داعش في الرقة (شمال شرق) تقع في أبنية واضحة مثل الكنيسة التي تحولت مكتباً دعوياً للتنظيم، ومقر المحافظة الذي أصبح المقر الرئيسي للتنظيم. وخلال قصف النظام الرقة، فإن الطائرات كانت تطير بمستوى منخفض لتقصف مقار الجيش الحر، لكنها لم تقصف مطلقاً مقار داعش أو المناطق الخاضعة لسيطرته». وينطبق هذا الأمر على مقار التنظيم في جرابلس في الرقة على حدود تركيا وبلدة الدانا في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، حيث يقع المركز الرئيسي للتدريب العسكري للتنظيم. وتابعت المذكرة: «خلال معركة بين الجيش الحر و «داعش» في ريف حمص وسط البلاد في الشهر الماضي، كانت طائرات النظام تقصف بقوة مقار الجيش الحر، الأمر الذي سهل تقدم مقاتلي «داعش». وخلال المعركة الأخيرة بين الجبهة الإسلامية و «داعش» في حلب، فإن موكباً لمقاتلي «داعش» انتقل من الرقة إلى حلب لدعم التنظيم، لكنه لم يتعرض للقصف، في حين قصفت طائرات النظام موكباً للواء التوحيد (التابع للجبهة الإسلامية) كان متوجهاً من حلب إلى ريفها الشمالي لقتال داعش». وتابعت أنه «عندما هُزم «داعش» في بنش (ريف إدلب) فإن النظام بقي يقصف الجيش الحر إلى أن عاد التنظيم وسيطر على البلدة. كما أن منبج (ريف حلب) بقيت تقصف إلى أن رفعت عليه راية داعش» على أحد أبنيتها. وزادت المذكرة أن مقاتلي «داعش» ينفذون «سياسة ممنهجة» تقوم على اغتيال أقوى قادة «الجيش الحر» مثل «أبو ريان» المسؤول عن المعبر الحدودي مع تركيا في بلدة تل أبيض في ريف الرقة و «أبو بصير» المسؤول عن ريف اللاذقية غرب البلاد. وأشارت إلى أن العلاقة بين النظام والتنظيم انتقلت لاحقاً إلى «الانصهار»، إذ إن بعض «أمراء التنظيم كانوا ضباط أمن لدى النظام مثل مهند جنيدي الذي كان يعمل لدى النظام في دير الزور شمال شرقي البلاد، خلال الحرب على العراق، بل إنه كان مسؤولاً عن التحقيق مع الذين قاتلوا في العراق من الجهاديين. ثم شوهد لاحقاً في ريف إدلب مرتدياً لباساً أفغانياً على أنه أمير في «داعش». وهو ساهم في إخراجهم من ريف إدلب قبل هزيمتهم من الجيش الحر». وقالت المذكرة: «كذلك الحال مع أبو أنس العراقي، وهو أحد قادة التنظيم في الرقة، لكنه يمول من النظام عبر إيرانوالعراق، وفق شهادة مسؤول في الجيش الحر». ونقلت عن مسؤول في «الجيش الحر» قوله: «بعض المقاتلين يقاتلون مع التنظيم، وشوهدوا وهم يقاتلون مع النظام»، مشيرة إلى شهادات من ناجين من التعذيب قالوا إنهم «تعرضوا لأساليب التعذيب نفسها التي تمارس في سجون النظام، إضافة إلى اتباع الأساليب نفسها في ارتكاب المجازر». وأشارت إلى أن «بعض عبوات أسلحة وجدها الجيش الحر لدى «داعش» وقد كتب عليها وزارة الدفاع السورية». وأفادت المذكرة بوجود «وثائق» تؤكد «الانصهار»، إذ إن مقاتلي المعارضة وجدوا «في مواقع سيطر عليها الجيش الحر من مواقع «داعش»، بطاقات هوية من أجهزة الأمن السورية وجوازات سفر عليها تأشيرات دخول إلى إيران وبطاقات تلفون نقال إيرانية». وقالت: «في كانون الثاني، وجد الجيش الحر جواز سفر لأبو حفص المصري، أحد قادة التنظيم في جرابلس، حيث كانت على جواز السفر فيزا إيرانية». «في الخلاصة»، قالت المذكرة إن النظام السوري «حاول سحق الثورة السورية بالقوة، وسمحت ظروف الاضطراب والفوضى لهذه الجماعات بدخول سورية، باعتبار التنظيم ينتزع السلطة في الفراغ. ثم قام النظام بحمايته ودعمه وتسهيل ازدهاره في سورية ضمن خطته من أن السماح لهذه المجموعة بالازدهار تؤدي إلى حمايته من المجتمع الدولي وتعزز الاعتقاد أنه يقاتل الإرهاب في سورية».