فيما يتحضر المشير عبد الفتاح السيسي لإعلان ترشحه رسمياً لرئاسة الجمهورية في مصر، يواصل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي تنفيذ تظاهرات احتجاجية في عدد من المدن والمحافظات المصرية، بالتوازي مع استمرار الهجمات التي تستهدف قوات الأمن المصري. وأصيب ستة من أفراد الشرطة المصرية في هجوم بعبوات بدائية استهدف تجمعاً لسيارات الأمن المركزي على جسر الجيزة عند نقطة أمنية، قال التلفزيون المصري إن "مهمتها مواجهة تظاهرات متوقعة للإسلاميين الجمعة". وتبنَّت حركة تُطلق على نفسها اسم "ولَّع" المسؤولية عن العملية، موضحة أن "الحادث نتج عنه إصابة 7 جنود وضابط شرطة". وتوعَّدت الحركة بالمزيد من العمليات ضد عناصر الشرطة، قائلة إن "هذه البداية وليست النهاية". وكان سكان في القاهرة قالوا إنهم سمعوا صباح اليوم دوي انفجارين بفارق دقيقتين في حي الجيزة، جنوبالقاهرة، هرعت بعدهما سيارات الإسعاف إلى المكان. ودان رئيس الحكومة المصرية حازم الببلاوي، التفجير، وقال إن "مثل هذه العمليات الإرهابية لن تنجح في العبث بأمن وأمان هذا الوطن، كما أنها لن تثني المصريين عن استكمال خطواتهم الثابتة نحو المستقبل الذي رسموه وطالما حلموا به". وأضاف أن "مصر ستبقى، أما الإرهاب فمصيره إلى زوال". وفي سياق متصل، قتل ضابط شرطة في إطلاق نار عليه من جانب مسلحين مجهولين أثناء خروجه من مكان عمله في محافظة الشرقية. يشار إلى أن 14 شرطياً قتلوا في هجمات عبر البلاد، منذ الثالث والعشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي، وفق حصيلة أعدتها "فرانس برس". ومنذ عزل مرسي في تموز (يوليو) الفائت، قتل أكثر من 120 من رجال الجيش والشرطة في هجمات في سيناء وحدها. وفي إطار استمرار احتجاجات أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة على ما يصفونه الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، فرقت قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع مسيرات لأنصار مرسي في محافظات عدة. وجاءت التظاهرات استجابة لدعوة "تحالف دعم الشرعية" إلى التظاهر الجمعة تحت عنوان "الشعب يكمل ثورته". وقتل شخص وأصيب ثلاثة بجروح في مواجهات بين متظاهرين وقوات الشرطة في محافظة الفيوم (جنوبالقاهرة). وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن "قوات الأمن انتشرت في محيط عدد من الميادين الرئيسية في العاصمة القاهرة أبرزها ميدان التحرير ورابعة العدوية كذلك أمام قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة)". وانتشرت حواجز أمنية للشرطة قرب نقاط تجمع رئيسية معتادة لتظاهرات الإسلاميين. وفي مدينة الإسكندرية الساحلية قال شهود إن اشتباكات وقعت بين مؤيدين لجماعة الإخوان وقوات الأمن سمع خلالها دوي طلقات الخرطوش. وقال مدير المباحث الجنائية في المدينة اللواء ناصر العبد إن قوات الأمن ألقت القبض على 34 ممن يشتبه بأنهم من مؤيدي الجماعة خلال مسيرات. وفي مدينة السويس شرق العاصمة، قال شهود إن اشتباكات وقعت بين مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين والأهالي، استخدمت فيها الألعاب النارية والحجارة. في الوقت نفسه، نظم مؤيدون للقائد العام للجيش المشير عبد الفتاح السيسي تظاهرة في مدينة الإسكندرية اليوم لمطالبته بالترشح لرئاسة الجمهورية ورددوا هتافات من بينها "السيسي رئيسي". وتأتي هذه التطورات في ظل الأنباء المتضاربة حول ترشح السيسي لانتخابات الرئاسة المصرية. في حين، علمت "الحياة" أن الأخير سيعلن رسمياً ترشحه للرئاسة في كلمة سيلقيها عقب اعتماد الرئيس قانون الانتخابات الرئاسية المتوقع منتصف الأسبوع المقبل، أفيد بأنها ستتضمن تعهداً ب"الحؤول دون عودة رجال نظامي (الرئيسين السابقين) محمد مرسي وحسني مبارك". إلى ذلك، يبحث وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي خلال اجتماع مجلسهم المقرر الإثنين المقبل في بروكسل الوضع في مصر بعد إقرار الدستور الجديد للبلاد وانتظار إجراء الإستحقاقين الرئاسي والتشريعي المرتقبين، بحسب تصريحات رومان نادال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة. وعزل الجيش المصري مرسي في الثالث من تموز (يوليو) الفائت اثر تظاهرات شعبية حاشدة عبر البلاد تطالب برحيله. ومنذ ذلك الحين، تشن السلطات المصرية حملة واسعة على أنصار مرسي خلفت نحو 1400 قتيل معظمهم من الإسلاميين، بحسب منظمة العفو الدولية. واعتقل الآلاف على رأسهم قيادات الصف الأول في جماعة "الإخوان المسلمين"، الذين يواجهون محاكمات باتهامات مختلفة. ويحاكم مرسي نفسه في أربع قضايا، يواجه في ثلاثة منها اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام. وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، اعتبرت الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين "تنظيماً إرهابياً"، التهمة التي تنفيها الجماعة التي تصر أن تظاهراتها سلمية.