أبدت الأطراف السياسية العراقية تفاؤلاً بإمكان تسوية المشكلات العالقة بين بغداد وأربيل، خلال المفاوضات التي يجريها رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، فيما أكدت أطراف أخرى ان المفاوضات تتم برعاية أميركية لإنهاء المشكلات بين الجانبين والتفرغ لقتال تنظيم داعش». وقال العبادي أمس إنه يريد الوصول إلى «اتفاق على كل الخلافات بين أربيل وبغداد، بناء على ثلاثة أسس، هي: الدستور والشراكة والمساواة». واضاف إن «الطرفين استمعا خلال اجتماع أمس إلى وجهات النظر»، مؤكداً انه «سيتم التوصل إلى اتفاق يخدم جميع العراقيين بمن فيهم مواطنو اقليم كردستان». وأكد النائب عن «كتلة المواطن» هاشم الموسوي في تصريح الى «الحياة» ان «المفاوضات تتجه بوصلتها الى الإيجاب وقد تنهي المشكلات العالقة بين الطرفين». وأوضح ان «بغداد وأربيل، تتجهان الى تهدئة الأوضاع لأن المرحلة التي تمر بها البلاد تحتاج الى توحيد الصف وانهاء كل المشكلات لتهيئة الظروف المناسبة لقتال عصابات داعش». واستدرك «هذا لا يعني ان يرفع طرف دون آخر سقف مطالبه ازاء الاخر مستغلا الظروف لتحقيق مكاسب جديدة». واضاف ان «رئيس الحكومة السيد العبادي اكد لنا (أعضاء مجلس النواب) ان مبدأ العدالة أساس التفاوض او الجلوس الى طاولة المفاوضات وهذا يؤكد ان لا يمكن ان يغبن حق أي من الأطراف المتفاوضة كما اننا كنواب لن نسمح بتمرير اتفاقات تتضمن مصادرة حق او استخفاف جهة باخرى». من جهتها، أكدت النائب عن «القائمة العراقية» نورا البجاري في تصريح الى «الحياة» ان «المفاوضات تلفها السرية وكل ما تسرب إلينا هو الاتفاق على اعادة تصدير نفط كركوك وكميته 300 الف برميل يومياً عبر خط جيهان - كركوك بعد تأمينه». وأضافت: «ما يهمنا هو التفاوض وحل المشكلات بما يحفظ المصلحة العامة للجانبين من دون تمييز، وفي اعتقادي ان المفاوضات الجارية بين الطرفين تمت بإيعاز أميركي لإنهاء مشاكلهما والتركيز على الملف الأمني ومحاربة داعش وهذا ما يحصل الان». وتابعت «اعتقد بأن المفاوضات عبارة عن اتفاقات سياسية». وكان وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أكدا ضرورة تقديم مصلحة العراق العليا وحل المشكلات العالقة بين المركز والإقليم من خلال الالتزام بالدستور. وافاد بيان لمكتب الجعفري أنه « ناقش مع بارزاني الأوضاع الأمنيّة، والسياسيّة في عموم العراق، وأكد ضرورة حلِّ المشكلات بين الحكومة الاتحاديّة وحكومة الإقليم من خلال الالتزام بالدستور، وتبني الحوار البنّاء، وتقديم مصلحة العراق العليا على كلِّ المصالح الأخرى». وأكد الجعفري أن «المسائل العالقة كافة يُمكِن حلها باعتماد الدستور، واستثمار الأجواء الإيجابية، وروح الثقة بين القوى الوطنية»، مُشدداً على «أهمية الحفاظ على وحدة وسيادة العراق، وحماية مصالح أبناء الشعب الواحد من المُحاوَلات الرامية لزرع التفرقة، وهدر ثروات البلد».