عبّر عدد من أعضاء الجمعية العمومية في نادي جدة الأدبي عن استغرابهم من طريقة انعقاد اللقاء الثالث مساء الأربعاء الماضي، واستخدام مجلس الإدارة سياسة الأمر الواقع وفرض البرنامج الثقافي على الأعضاء من دون الرجوع إلى الجمعية العمومية، بحسب الاتفاق الذي تم في اللقاء الثاني والتوصيات التي طالب بها الأعضاء، بعرض برنامج النادي التفصيلي قبل اللقاء بوقت كاف، وتقارير عن أدائه ومنجزاته في الفترة السابقة، ومناقشة ما يتعلق بالموازنة وأوجه صرفها منذ تسلم إدارة النادي عبر الانتخابات، والأخذ بآراء الأعضاء في الفترة المقبلة. وأكد عضو الجمعية العمومية الأديب عبدالله فراج الشريف أن مجلس إدارة النادي «أراد منا فقط التصويت بدعوى أننا لو ناقشنا في اللقاء سيدركنا الوقت ولن ننتهي، وهذا عذر يجعل الأعضاء مكتوفي الأيدي»، مشيراً إلى أن الإدارة «لم تلتزم بتوصيات اللقاء الثاني وإشعارنا بكل التفاصيل عن أنشطة وموازنة النادي». وقال الشريف: «أعتقد أن النادي تراجع في ظل هذه الإدارة، وحتى لو أقام حفلة 40 عاماً على تأسيس النادي فما الفائدة من هذا؟ أليس هدراً للمال والجهد؟ لماذا لا يتم التركيز على غذاء العقل بدلاً من غذاء البطن والشهرة؟»، موضحاً أن «المفترض ممن يعمل في النادي أن يكون متطوعاً وليس لأجل تحصيل الراتب، إذ تجاوزت مصروفات رواتب الموظفين 600 ألف ريال، إن العمل في الأندية مغرم لا مغنم». وزاد: «حتى البرنامج الذي تم إعداده عناوين فقط ولم يذكروا الأسماء التي ستقدم هذه البرامج ولم يخبرونا بها حتى نقدم وجهة نظرنا كأعضاء، ومن خلال برنامج العام الماضي تأكد لنا أن إدارة النادي لا تحسن اختيار الأسماء المشاركة». وقال عضو الجمعية العمومية الإعلامي والكاتب مشعل الحارثي: «يبدو لي أن اجتماع الجمعية العمومية بنادي جدة الأدبي أصبح غير مؤثر وفاعل، ولا يخرج عن كونه اجتماعاً صورياً، لا يضيف ولا يقدم شيئاً أمام ما يقره ويراه أعضاء مجلس الإدارة، في ظل ذلك التهميش المتعمد والمتكرر منهم لأعضاء الجمعية العمومية أو بعضهم، والمتمثل في عدم التواصل معهم وإبلاغهم بمناشط وفعاليات النادي سوى يوم المناسبة أو قبلها بيوم واحد فقط ومن طريق الرسائل القصيرة، بينما البعض الآخر تصلهم هذه الرسائل منذ وقت باكر، ويعاد تأكيد حضورهم هاتفياً، وهو ما يشير إلى وجود تصنيفات وتفضيلات بين الأعضاء». وأشار إلى أن أعداداً كبيرة من الأسماء المؤثرة والقامات الثقافية والأدبية الفاعلة في الساحة الثقافية المحلية والعربية ومن أعضاء الجمعية، انصرفت عن حضور الجمعية العمومية مساء الأربعاء الماضي، «قناعة منهم بعدم الجدوى من مثل هذا الاجتماع المحدود بساعة أو ساعتين، أمام إقرار لبرنامج وأنشطة عام كامل ومناقشة بنود موازنة النادي، التي لا تعرض إلا ليلة الاجتماع مع عدم وجود الوقت الكافي للاستماع لملاحظات ومقترحات ومداخلات أعضاء الجمعية كافة، إلى جانب وجود أعداد أخرى من الأعضاء غير المعروفين والقادمين فقط لاجتماع الجمعية العمومية، لأجل الموافقة الصامتة على كل ما يقال ويعرض من مناشط وأرقام». وأوضح الحارثي أن من جملة الملاحظات على النادي «عدم وجود برنامج زمني محدد طوال العام لأنشطة النادي وفعالياته بخاصة النشاط المنبري والمحاضرات والأمسيات، وما يعرض في الجمعية العمومية سوى عناوين عامة، أما متى تنفذ فهذا مرهون بأوقات الفراغ وبرامج أعضاء المجلس الأخرى، ولذلك نجد أنه بين كل نشاط منبري وآخر فترة زمنية تمتد لأسابيع أو أشهر، كما لا توجد أيام محددة وثابتة لهذه الأنشطة كما هو معتاد في بقية الأندية الأخرى، ونراها متنقلة بين أيام الأسبوع على رغم ما تعج به مدينة جدة طوال الأسبوع من أنشطة وفعاليات ومناسبات وصالونات ثقافية، فاقت في فعالياتها وحضورها ما يقدمه النادي». وكان رئيس النادي الدكتور عبدالله عويقل السلمي اكتفى بالقول: «إن جميع الاقتراحات التي طرحها الأعضاء سيتم أخذها في الاعتبار خلال الفترة المقبلة». يذكر أن النادي عقد لقاءه الثالث في ظل عدم تجديد الكثير من أعضاء الجمعية العمومية للعضوية، وقدم مجلس الإدارة عرضاً سريعاً لموازنة النادي والأنشطة المستقبلية التي ستقام في الأشهر المقبلة.