تزامناً مع افتتاح الدورة ال 45 ل «معرض القاهرة الدولي للكِتاب»، وُقّعَت اتفاقيّة لإنشاء مؤسّسة ثقافيّة مصريّة افتراضيّة تسعى للوصول بالمنتج الثقافي المصري الرسمي إلى جمهور أوسع. وقّع الاتفاقيّة وزير الثقافة محمد صابر عرب، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عاطف حلمي. وتتضمّن الاتفاقيّة آلية عمل لتحويل المُنتَج الثقافي المكتوب والمرئي والمسموع من الصيغ التقليدية إلى بدائله الإلكترونيّة عبر مؤسّسة ثقافيّة افتراضيّة. يشمل المُنتَج الثقافي ما تصنعه مؤسّسات وزارة الثقافة، وقطاعات المسرح والفنون التشكيلية وإدارات النشر والحرف التقليديّة. كما يندرج تحت تسميّة هذا المُنتَج المحاضرات والندوات والمتاحف والسينما والعمارة والمصاحف والموسيقى والبُرديّات والأمسيات الشعرية والأدبية واللوحات بالخط العربي والمخطوطات النادرة، إضافة إلى الكتُب المُترجمة إلى العربية وغيرها. واعتبر الوزير عرب أن تلك المؤسّسة الافتراضيّة تمثّل مشروع الثقافة المصريّة، مُشيراً إلى أنه مشروع ضخم يستغرق العمل فيه من 3 إلى 5 سنوات حتى يكتمل ويكون متاحاً لجمهور الشبكة العنكبوتية. وأضاف الوزير أن المرحلة الأولى من المشروع تستغرق ستة شهور. ورأى أيضاً أن التحدّي الكبير الذي يواجه هذا المشروع يتمثّل في إدارته بواسطة شباب يؤمنون بأهميته واستمراريته. ولاحظ الوزير أيضاً أن تلك المؤسّسة الثقافيّة الافتراضيّة تستلزم بنية تحتيّة يتوقّع إنجازها في السنوات الخمس المقبلة، بدعم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وكذلك لاحظ عرب أن المحتوى العربي لا يشغل سوى 2 في المئة من حجم المحتوى الرقمي على الإنترنت، مُشيراً إلى أن المشروع يعقد الرهان على مضاعفة تلك المساحة. ولفت إلى أن محتوى هذا المشروع سيتاح مجاناً مع استثناءات قليلة، تشمل المصاحف الأثرية التي سيُفرض مقابل مالي نظير استنساخ أجزاء منها، مع ملاحظة أن هذه الأموال ستستخدم في تطوير المشروع وتنميته. وأضاف الوزير عرب: «ستُقدّم هذه الخدمة لكل مواطن مصري ولكل إنسان في الدنيا، يتفق مع ثقافتنا وتراثنا ولغتنا. نحن أول من علم العالم العمارة والكِتابة والفن والموسيقى، ولدينا من التراث ما نستطيع أن نباهي به، شريطة ألا يكون عبئاً، وأن يحفزنا ويحفز الأجيال الجديدة لتكون جديرة بانتمائها إلى هذا الوطن». وأشار الوزير أيضاً إلى أن موقع المؤسّسة الثقافيّة المصريّة الافتراضيّة سيستوعب إعلانات عن موضوعات ذات صلة الثقافة التي تظلّ أهم ما يميز دور مصر في محيطها وعالمها. وأعرب عن أمله بالنجاح في تنظيم الدورة ال 45 ل «معرض القاهرة الدولي للكِتاب»، وهي رفعت شعار «الثقافة والهوية»، بداية لاستعادة مصر روحها السَمِحَة الطيّبة المنفتِحَة على الحضارة العالميّة. العدالة وجهها الإلكتروني في سياق موازٍ، رأى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس عاطف حلمي، أن الحفاظ على التراث الثقافي المصري ونشره إلكترونياً هو العمل الأهم لتحقيق العدالة الاجتماعية وإيصال الخدمة الثقافيّة إلى القرى والنجوع. وأضاف: «عند تحقيق هذا المشروع، سيشعر المواطن المصري بأنه يحصل على حقوقه أياً كانت درجة ثقافته وتعليمه أو مستواه المادي والاجتماعي. يمثّل هذا الأمر دوراً أساسيّاً لوزارة الاتصالات بالتعاون مع وزارة الثقافة، إذ لا يمثّل المحتوى التكنولوجي أو الرقمي العربي سوى أقل من 2 في المئة من الإجمالي، فيما يفترض أن أعمال التراث العربي تستطيع أن تشغل 10 في المئة منه». ووعد حلمي أيضاً بمتابعة خطوات العمل في هذا المشروع مع وزارة الثقافة كي يتحقّق حلم الثقافة والوطن. وقال: «لابد من التنسيق وتبادل الخبرات بين الوزارتين، وفق خطة عمل موحدة، مع اعتماد الموازنة اللازمة من جانب وزارتي التخطيط والمال. نحن بصدد مشروع قومي يساهم في تشكيل وجدان الشاب المصري، ويوطّد في الوقت نفسه التواصل الحضاري العالمي». في سياق متّصِل، بيّن المهندس محمد أبو سعدة، وهو مدير «صندوق التنمية الثقافيّة»، أن هذا البروتوكول نِتاجُ تفاهمٍ وتعاونٍ استمرا أكثر من شهرين، لوضع الإطار والنقاط التي ينطلق منها تنفيذه. وأضاف أن المشروع يقوم على وجود مركز إبداع تفاعلي يكون بمثابة نافذة للكشف عن مواهب الشباب في المحافظات، ووسيلة للنقل المُباشر للأحداث الفنيّة والثقافيّة والعروض المسرحيّة والأوبرالية والموسيقية. وذكر أبو سعدة أن هناك «تحدّيات كبيرة في الوقت اللازم لنقل الأفلام السينمائية والوثائق إلى ملفات رقميّة. وسيُنفذ المشروع على مراحل عدة بدءاً بقصور الثقافة و«دار الأوبرا».