أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس حكماً ابتدائياً بالسجن 12 عاماً والمنع من السفر 20 عاماً، على سعودي يملك قناة فضائية، ادعى في برنامج من إعداده وتقديمه، أن الإرهاب وتنظيم «القاعدة» صناعة سعودية، وتواصل مع نظام الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي، وتلقى منه دعماً مالياً بنحو 1.8 مليون دولار. وأوصى القاضي في سياق الحكم: «كل من سلك مسلكه أو قريباً منه في الإرجاف عبر وسائل الإعلام أن تسلك به جادته، حتى تغلق منافذ الشر». ودين المتهم الذي مُنع من الظهور في وسائل الإعلام كافة بالافتئات على ولي الأمر والخروج عليه، من طريق برنامج تلفزيوني يعمل على إعداده وتقديمه، وتم رصد العبارات المؤثرة فيه في دعوى المدعي العام. كما ثبتت عليه إثارة الفتنة في المجتمع، والنيل من هيبة الدولة ومؤسساتها كافة، وتشويه سمعتها، وإدعاؤه أن الإرهاب وتنظيم «القاعدة» «صناعة سعودية، ومن إصدار المملكة». وتضمنت العبارات الذي رصدت في برنامج المدان تحريض المقيمين ضد البلاد، بزعم أن المملكة أهانت المقيمين فيها، وسلبت حقوقهم. وتم إنتاج وتخزين وإرسال فقرات ذلك البرنامج من طريق الشبكة المعلوماتية، ومن شأن ذلك المساس بالنظام العام. ودين المتهم باتصاله بجهة معادية للمملكة (آنذاك)، وتلقيه نحو 1.8 مليون دولار. وأقر المتهم بحسب لائحة الدعوى بأن الجهة المعادية للمملكة هي السلطات الليبية السابقة (نظام القذافي)، وزعم أن المبلغ الذي حصل عليه منهم كان لأجل رسوم لتغطية مسابقة قرآنية. وقرر القاضي الحكم ابتدائياً على المتهم بالسجن 12 عاماً، اعتباراً من تاريخ انتهاء توقيفه على ذمة قضية المطالبات المالية التي أوقف بسببها، ومنعه من الظهور في وسائل الإعلام كافة، ومنعه من السفر خارج المملكة 20 عاماً اعتباراً من تاريخ انتهاء فترة السجن. وقال القاضي في سياق الحكم: «إنني أوصي في سياق هذا الحكم بأن كل من سلك مسلكه أو قريباً منه في الإرجاف عبر وسائل الإعلام، أن تسلك به جادته حتى تغلق منافذ الشر، وليس المؤيد والمدافع والمنافح ومن يحوم حول حمى الشرع وأمن البلاد والعباد بمنأى عنه». يذكر أن ممثل الادعاء العام أشار في لائحة الدعوى إلى أن المتهم عمد من خلال برنامجه إلى بث سبع حلقات، تتضمن كل حلقة سبعة محاور، عناوينها: «الإرهاب الفكري» و«المؤسسة الدينية» و«الفساد الإداري» و«العبودية والذل» و«نتائج الاستبانة» و«السعودية والإرهاب.. أصناف الشعب» و«الوطن المختطف». وأقرَّ المتهم بعد ذلك بندمه على ما أقدم عليه من عمل من خلال بث حلقات البرنامج في قناة إسلامية يملكها.