قدمت حكومة تايوان استقالتها الجماعية اليوم الإثنين أثر هزيمة حزب كومينتانغ القومي الحاكم والمؤيد لتوطيد العلاقات مع الصين في الانتخابات البلدية. وكان رئيس الوزراء جيانغ يي- هوا أعلن استقالته السبت بعيد إعلان نتائج هذه الانتخابات المحلية التي شكلت اختباراً قبل الانتخابات الرئاسية في العام 2016. وقدم أعضاء الحكومة ال 18 استقالتهم اليوم، غير أنهم سيواصلون تصريف الأعمال الى حين يعين الرئيس ما ينغ - جيو مهندس التقارب مع الصين رئيس وزراء جديداً. وأعلن رئيس الوزراء المستقيل في بيان: "أرجو منكم أن تواصلوا مهماتكم إلى حين تشكيل حكومة جديدة"، آملاً " بألا يدوم هذا الوضع طويلاً". وإذ دافع عن عمل فريقه أقر بأن الناخبين "غير راضين". وما ينغ- جيو الذي انتخب في العام 2008 وأعيد انتخابه في العام 2012 هو الذي طبق سياسة تبديل موقف حزب كومينتانغ حيال الصين الشيوعية (عدوه التاريخي)، وسجل في عهده تبديد للتوتر وزيادة في المبادلات بين ضفتي مضيق فورموزا. وفي هذا السياق اقامت الصينوتايوان في شباط (فبراير) حواراً تاريخياً بين الحكومتين لأول مرة منذ نهاية الحرب الأهلية في العام 1949. والصين هي الشريك التجاري الأول لتايوان التي تستفيد كذلك من فورة سياحية مصدرها الصين القارية. غير ان العديد من سكان تايوان قلقون من تنامي النفوذ الصيني وأثار مشروع اتفاق للتبادل الحر مع الصين تظاهرات ضخمة اطلقها طلاب واحتل المتظاهرون البرلمان في تايبيه على مدى حوالى ثلاثة اسابيع في آذار (مارس). ويدفع حزب كومينتانغ بهزيمته ثمن التباطؤ الاقتصادي وسلسلة من الفضائح الغذائية المتعاقبة. وحصل الكومينتانغ على 40.7 في المئة من الأصوات مقابل 47.5 في المئة للحزب الديموقراطي التقدمي، الحزب المعارض المشكك تقليدياً في بكين. وبعد أن كان الكومينتانغ يسيطر على اربع من البلديات الست الرئيسة لم يعد يسيطر سوى على واحدة منها وكانت خسارته الكبرى في تايبيه.