بين عام وآخر تتغير الظروف وتتبدل المشاعر من حال إلى حال، فالدموع التي انهمرت بغزارة من نجل الرئيس النصراوي الأمير تركي بن فيصل بن تركي في العام الماضي حزناً على فقدان لقب كأس ولي العهد بعد ركلات الترجيح، كانت هي الحافز الحقيقي والتحدي الكبير لوالده الذي تأثر كثيراً من دموع نجله، فسارع إلى إبرام صفقات كروية من العيار الثقيل رغبة في العودة القوية إلى منصات التتويج، فتعاقد النادي مع قائد الاتحاد السابق محمد نور، وجلب أفضل صانع ألعاب في المنطقة الشرقية يحيى الشهري، ووقع مع المهاجم البرازيلي إيلتون، وضم الجيزاوي والمر والحوسني ودلهوم، دافعاً عشرات الملايين في سبيل أن يكون للعالمي صولات وجولات في الاستحقاقات الكروية السعودية. ولم ينتظر النصراويون طويلاً، ففريقهم بات مرعباً، ففيه كوكبة رائعة من النجوم المميزين في الملاعب السعودية، بدأ قوياً في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، وتصدر الفرق بمستويات أدائية ثابتة وانتصارات قوية ألهبت حماسة جماهيره العاشقة في الوطن العربي، حتى بات الفريق على بعد ست جولات من تحقيق اللقب الغالي، ولكن منظومة الإبداع الصفراء أبت إلا أن تسعد العشاق والمحبين في كل مكان ببطولة كبيرة تمثلت في كأس ولي العهد بعد الانتصار على الغريم التقليدي الهلال في نهائي الأبطال بهدفين في مقابل هدف وحيد. كان من المهم في ليلة التتويج فرحة نجل الرئيس الأمير تركي بن فيصل بن تركي الذي عاد به الزمن عاماً إلى الوراء، وتذكر كيف سكب دموع الحزن على فقدان اللقب في العام الماضي، لتتحول مشاعر الحزن إلى لحظات فرح عارم بتحقيق اللقب الغالي أمام المنافس نفس (الهلال)، لتأتي ردة الفعل الأخرى من والده الأمير فيصل بن تركي الذي حرص كثيراً على الصعود به إلى منصة التتويج والسلام على راعي الحفلة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز واستلام الميدالية الذهبية، ثم حمله أمام الجماهير النصراوية في المضمار ابتهاجاً باللقب، وأهداه الكأس في تصريح إلى القناة الرياضية، باعثاً برسالة سريعة إلى النصراويين كافة بأن دموع تركي بن فيصل كانت الوقود الحقيقي لعودة العالمي إلى منصات التتويج، ورسالة أخرى إلى نجله مفادها أن من يضحك أخيراً يضحك كثيراً في عالم المستديرة.